قصص منوعة

يحكى أن دجالا جاء إلى إحدى المدن

يحكى أن دجالا جاء إلى إحدى المدن فاجتمع الناس حوله يشترون بضاعته الغريبة.

وفي كل يوم كانت سلعته تزداد رواجا!️ وذات يوم زار المدينةَ رجلٌ حكيم مصلح فأدهشه إقبال الناس على الدجال!

وسأل عن سبب الزحام الشديد حوله فأخبروه أن هذا الرجل يقوم ببيع قطع من أراضي الجنة ويمنح سندات تمليك بذلك!

ومن مات ومعه هذا السند دخل الجنة وسكن الأرض التي إشتراها هناك!

إحتار الرجل في كيفية إقناع هذا الكم الهائل من الناس بعدم صدق هذا الرجل وأن من إشترى منه فقد وقع في تضليله وتدليسه.

وفي النهاية إهتدى الرجل الحصيف إلى حل عبقري تقدم الحكيم إلى الرجل الدجال فقال له : كم سعر القطعة في الجنة ؟

فأخبره الدجال أن القطعة بمائة دينار.

فقال الحكيم : وإذا أردتُ أن أشتري منك قطعة في جهنم أتبيعها لي؟!

إستغرب الرجل الدجال ثم قال : خذها بدون مقابل

فقال الحكيم : كلا لا أريدها إلا بثمن أدفعه لك
وتعطيني سنداً بذلك.

فقال الرجل الدجال : سأعطيك ربع جهنم بمائة دينار وهو سعر قطعة واحدة في الجنة!

فقال له الحكيم : فإنْ أردتُ شراء جهنم كلها ؟!

إقرأ أيضا: حسن الخاتمة

فقال الدجال : عليك أن تعطيني أربعمائة دينار.

وفي الحال قام الحكيم بدفع أربعمائة دينار إلى الدجال وطلب منه تحرير سند بذلك.

وأشهد عليه عدداً كبيراً من الناس!

وبعد إكتمال السند قام الحكيم ينادي بأعلى صوته : أيها الناس لقد إشتريتُ جهنم كلها ولن أسمح لأي شخص منكم بالدخول إليها!

فقد صارت ملكي بموجب هذا السند أما أنتم فلم يتبقّ لكم إلا الجنة وليس لكم من سكنٍ غيرها سواء إشتريتم قطعاً أم لم تشتروا!

عند ذلك تفرّق الناس من حول الدجال لأنهم ضمنوا عدم دخول النار بسند الحكيم ،

وأدرك الدجال أنه أغبى من هؤلاء الذين صدّقوا به.

قال الراوي
قصصتُ هذه القصة على رجل حكيم
كبير السن فقال لي : وهل تعجب من هؤلاء الناس؟!

1 3 4 10 1 3 4 10

فقلت : نعم أيوجد أناس بهذا المستوى من التفكير؟

فقال : أغلبنا يمثل مستوى تفكيرهم غير أنهم أفضل نيةً منا!

فقلت : كيف ذلك ؟!
فقال : مَنْ يشرب الخمر هل يجدها ملقاة على
الطريق أم يذهب لشرائها بماله الخاص ؟!

فقلت : بل يشتريها بماله الخاص .

فقال لي : ومن يقصد بيوت الهوى ، ومن يلعب القمار ، ومن يتعاطى المخدرات ، ومن يضيع الأوقات في مشاهدة الحرام ، كلها أموال ندفعها من جيوبنا لنشتري بها قطعاً في جهنم أليس كذلك؟!

بينما نترك الصلاة والصيام والذكر والقرآن وغير ذلك من العبادات رغم أننا لا ندفع شيئاً من جيوبنا ،

ولا نقبل أن نشتري الجنة بأرخص الأثمان وأيسر الأعمال فمن أصلح هم أم نحن؟!

فأطرقت نظري إلى الأرض سائلاً الله أن يجعلني ممن يسعون إلى نيل رضا الباري عز وجل بالأفعال والأقوال وما رزقني الله من مال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?