يحكى أن رجلا يرعى الأبقار تزوج من جارة له مهذبة خلوقة ، أحبها وأحب قلبها الطيب وبساطتها ،
لكن مع مرور السنوات الأولى من الزواج لم يرزقا بالطفل المنتظر فما كان منها إلا أن قالت :
تزوج من إمرأة أخرى لتأتي لك بالولد الذي يقر عينك ويحمل إسمك.
قال يربت على يدها :
لا أفعلها أبدا وأحزنك ، هذا رزق من عند الله ولا زلنا في مقتبل العمر وبإذن الله يرزقنا الله.
مرت بعدها ثلاث سنوات أخرى ولا زال على رأيه.
فمضت تبحث عن عروس طيبة وقامت بتجهيز حجرة في بيتهم لاستقبال تلك العروس ، سألتها الجارة :
من تلك التي تقبل أن تعيش وضرتها في بيت واحد !
من تقبل بهذه الحياة البسيطة والود المتبادل بيني وبينها تحت سقف واحد ،
هي التي آمن لها على نفسي وزوجي وعلى الأطفال التي تُنجبهم.
لا أريد أن أُشقي زوجي بامرأة تُحزن قلبه بمطالبات ربما لا يقدر معها أن يعيش سعيدا.
بالفعل سرعان ما وجدت تلك العروس الهادئة الطيبة وتزوجت وأصبحت أختها في البيت وشريكتها في الزوج ،
أنجبت بنت وولد وبعد سنة من ولادتها تُوفى الأب إثر أزمة صحية مفاجئة ،
فتولى العم رعاية أبقار الأب ليستطيع الإنفاق على أسرته الحزينة ،
ولم يمر عدة أشهر إلا وتوفيت الأم!
وبقيَ الولد والبنت مع زوجة الأب تربيهم مُعوضةً إياهم عن الأم والأب فلم يشعروا يومًا أنها زوجة أبيهم.
إقرأ أيضا: إستيقظت ذات يوم من النوم فوجدتها مرسلة لي أحبك
مرت الأعوام الطويلة حتى أصبح الإبن يرعى أبقار أبيه وتزوج في بيت أمه التي لم ينم ليلة إلا وقبّل رأسها ودعا الله أن يطيل في عمرها ،
وكذلك الفتاة تزوجت فما كان يمضي يومها إلا بزيارة لأمها تسأل حالها وتطمئن عليها ثم تستكين نفسها وتعود لبيتها.
قصة حقيقية من السودان لزوجة أب رائعة ذات قلب ناصع البياض والحب ،
أخلصت في إسعاد من حولها وتربية أولاد زوجها بقلب رحيم فعوضها الله بأولاد لا يمر يومهم دونها.