يحكى أن فلاحا صينيا فقد حصانه الوحيد
يحكى أن فلاحا صينيا فقد حصانه الوحيد الذي يساعده في أعمال الحقل.
فجاء إليه جيرانه في العشية يواسونه في مصيبته قائلين : أي مصيبة حلت بك!
هز الفلاح رأسه قائلا : ربما ، من يدري!
في اليوم التالي رجع الحصان إلى صاحبه ومعه ستة جياد برية ، أدخلها الفلاح إلى حظيرته.
فجاء إليه الجيران يهنئونه قائلين : أي خير أصابك!
هز الفلاح رأسه قائلا : ربما ، مَن يدري!
في اليوم الثالث عمد الإبن الوحيد للفلاح إلى أحد الجياد البرية فأسرجه عنوة واعتلى صهوته ،
ولكنّ الجواد الجامح رماهُ عن ظهره فوقع أرضاً وكسرت ساقه.
فجاء الجيران إلى الفلاح يواسونه قائلين : أي مصيبة حلت بك!
فهز الفلاح رأسه قائلاً : ربما ، مَن يدري!
في اليوم الرابع جاء ضابط التجنيد في مهمة من الحاكم لسوق شبابِ القرية إلى الجيش ،
فأخذ مَن وجدهم صالحين للخدمة العسكرية ، وعفى عَن ابنِ الفلّاح بسببِ عجزه.
فجاء الجيران إلى الفلاح يهنّئونه قائلين : أي خير أصابك!
فهز الفلاح رأسه قائلا : ربما ، مَن يدري!
العبرة
نعم ، مَن يدري!
وصدق ابن عطاءِ الله السكندري حيث يقول : «ربّما أعطاكَ فمَنَعك ، وربّما منعكَ فأعطاك».