يحكى أن في يوم من الأيام كان الأسد جائعا فقال للثعلب : أحضر لي طعاما وإلا أكلتك!
فقال الثعلب : أمهلني حتى أحضر لك حمارا لتأكله.
ﻭﺫﻫﺐ اﻟﺜﻌﻠﺐ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻤﺎﺭٍ ﻟﻴﺄﻛﻠﻪ ﺍﻷﺳﺪ.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺟﺪ اﻟﺤﻤﺎﺭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺇﻥ ﺍﻷﺳﺪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻠﻚ ﻟﻠﻐﺎﺑﺔ ، ﻓﺎﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ.
تعجب الحمار! ﻭﺃﺧﺬ يحلم ﺑﺎﻟﻤﻨﺼﺐ ﺍﻟﺬي ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺪ ، وقبل أن يتكلم ، ﺿﺮﺑﻪ ﺍﻷﺳﺪ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻘﻄﻊ ﺃﺫﻧﻴﻪ ، ﻓﻔﺮ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ هاربا.
ﻗﺎﻝ ﺍﻷﺳﺪ ﻏﺎﺿﺒﺎ : ﻳﺎ ﺛﻌﻠﺐ ﺃﺣﻀﺮ ﻟﻲ اﻟﺤﻤﺎﺭ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﺇﻻ ﺃﻛﻠﺘﻚ!
ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻛﻴﻒ ﺗﺘﺮﻙ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﺳﺪ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ، ﻭﺗﻀﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ : ﺣﻴﻠﺘﻚ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ، ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺒﻨﻲ ﻣﻠﻜًﺎ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻠﻨﻲ!.
ﻟﻘﺪ ﺿﺮﺑﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻲ ﺿﺮﺑﺔ ﺃﻃﺎﺭﺕ ﺃﺫﻧﻲ!
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ : ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻄﻴﺮ ﺃﺫﻧﺎﻙ ﺣﺘﻰ ﻳﻀﻊ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻚ ﺍﻟﺘﺎﺝ!
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ : ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﻣﻌﻘﻮﻝ! ﻫﻴﺎ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺪ.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ إﻗﺘﺮﺏ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺪ ، ﻫﺠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﻄﻊ ﺫﻳﻠﻪ ، ﻓﻔﺮ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻫﺎﺭﺑًﺎ.
ﻓﻘﺎﻝ اﻷﺳﺪ ﻟﻠﺜﻌﻠﺐ ؛ إﺫﻫﺐ ﻭﺃﺣﻀﺮ ﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻤﺎر.
ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﺗﻌﺒﺘﻨﻲ.
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻔﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺪ؟!
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ : ﻟﻘﺪ ﻗﻄﻊ ﺫﻳﻠﻲ ﻭﺃﺫﻧَﻲَّ ﻭﺃﻧﺖ ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺗﺼﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺒﻨﻲ ملكا؟!
ﻓﻘَﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ : ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻟﻚ ﺫﻳﻞ؟!
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ : ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﻭﺻﺪﻕ!
ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ ﻭﻣﻌﻪ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺪ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ ، ﻭﻟٰﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ؛ اﻧﻘﺾ ﺍﻷﺳﺪ ﻋﻠﻰٰ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻭﻗﻄﻊ ﺭﻗﺒﺘﻪ!
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺜﻌﻠﺐ: ﺧﺬ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺍﺳﻠﺨﻪ ﻭﺍﺗﻴﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺦ ﻭﺍﻟﺮﺋﺔ ﻭﺍﻟﻜﺒﺪ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ!
ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ ﻭﺃﻛﻞ ﺍﻟﻤﺦ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺪ ﻣﺤﻀﺮﺍ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺮﺋﺔ ﻭﺍﻟﻜﺒﺪ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ!
ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻷﺳﺪ : ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻤﺦ؟! ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ : ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﺦ ﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﻄﻌﺖ ﺫﻳﻠﻪ ﻭﺃﺫﻧﻴﻪ! ﻗﺎﻝ ﺍﻷﺳﺪ : ﺻﺪﻗﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ.