يحكى أن قاضيا من قضاة الرشوة إختصم عنده رجلان
يحكى أن قاضيا من قضاة الرشوة إختصم عنده رجلان أحدهما بائع دجاج والآخر بائع بطيخ
فأرسل إليه بائع الدجاج بقفص من الديوك كرشوة ، وأرسل بائع البطيخ بخمس بطيخات ليحكم له!
قرر القاضي أن يحكم لصالح بائع الدجاج ، باعتبار أن ثمن القفص أكبر!
وبعد أن طبخت له زوجته ديكاً من القفص وأكله ، قال لها : أئتيني ببطيخة؟
فقالت له : ألن تحكم لصاحب الدجاج ؟
قال لها : لا بأس أن نتذوق شيئاً من البطيخ
فشقَّ البطيخة فوجد بداخلها ليرة من الذهب!
وشقَّ الأخرى فوجد بداخلها أيضا ليرة ذهبية.
وكلما شقَّ بطيخة وجد ليرة أخرى من الذهب
هنا قرر القاضي أن يحكم لصالح بائع البطيخ.
وفور النطق بالحكم صاح بائع الدجاج غاضبا وقال : ما بال مؤذن الفجر؟!
( يقصد الديك الذي أرسله له )
فقال له القاضي : إتضح لنا أنه منافق يؤذن في الناس ولا يصلي معهم.
أما الآخر فإيمانه في قلبه ، كلما شققنا عن قلبه وجدناه ناصعاً لامعاً براقاً!
( إذا فسد القضاء ضاع العدل بين الناس )
قصة عكسها :
قاضٍ من القضاة عُرف في مدينته بحبه الشديد للرُطب في بواكيره ، أي : ( الفاكهة في أولها )
فطُرق باب بيته مرة ، وجاءه الخادم بطبق من الرُطب في بواكيره ، فقال له القاضي : ممن هذا يا بُني ؟
قال : من فلان
قال : صِفهُ لي ؟
فوصفه الخادم وصفاً دقيقاً للقاضي ، فعرف القاضي أن هذا الشخص الذي قدم له هذا الطبق هو أحد الخصوم عنده في القضاء !
فقال للخادم : رُدَّه إليه يا بني
فردّه الخادم إلى الرجل.
وفي اليوم الثالث توجه القاضي إلى الخليفة ، وطلب منه أن يعفيه من منصب القضاء ؟
سأله الخليفة : لِمَ ؟!
إقرأ أيضا: رجل واحد أسلم على يديه أكثر من مليون أمريكي
قال : واللهِ ، قبل يومين جاءني طبق رُطب، فرددته.
وفي اليوم الثاني حينما وقف الخصمان أمامي ، تمنيت أن يكون الحق مع الذي قدم لي طبق الرطب !
قال : هذا وقد رددته إليه ، فكيف لو قبلته منه ؟!
( إنّ الله لم يخلق مذاقاً أحلى من العدل ، ولا مذاقاً أمرّ من الظلم ).