يذكر التاريخ أن أعدادا كثيرة من البربر ارتدت عن الإسلام

يذكر التاريخ أن أعدادا كثيرة من البربر ارتدت عن الإسلام بعد فتح إفريقيا بقيادة البطل الهمام عقبة بن نافع ، وقاموا بنقض العهد.

فقرر عقبة بن نافع رضي الله عنه ، إنشاء مدينة تكون قاعدة لجنوده حتى يؤمن ظهره ، فاختار مدينة القيروان.

وأمر جنوده بالنزول فيها وبناء جامع ، وكانت تلك المدينة مرتعا للسباع والذئاب والثعابين والحيوانات المفترسة بما تحويه من شعاب.

فقال له جنوده : “إن هذه الأرض بها شعاب وسباع وحيات مفترسة وغيرها من دواب الأرض ، فكيف البناء فيها؟!”

وكان في جنده خمسة عشر رجلا من أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم.

فقال عقبة: إني داع فأمنوا ؛ وبدأ يدعو الله ويبتهل والجنود يؤمنون خلفه ، فإذا ما انتهى قال مخاطِبا :

“أيتها الحيات والسباع نحن أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم ، فارتحلوا عنا فإنا نازلون ، فمن وجدناه بعد ذلك قتلناه!

وهنا كانت المفاجأة!

حدثت كرامة لا مثيل لها لهذا المجاهد الصادق الذي يريد أن ينصر دين الله ، فسخّر الله له كل شيء!

كانت المفاجأة أن خرجت السباع من الأحراش تحمل أشبالها ؛ والذئب يحمل جروه ؛

والحيات تحمل أولادها في مشهد لم يرى مثله في التاريخ من قبل.

فلما رأى البربر هذا المشهد العظيم أمام أعينهم أسلموا ، وتعلموا اللغة العربية ، والقرآن الكريم ، وأمور الدين.

وأصبحت مدينة القيروان مركزا للحضارة الإسلامية وعاصمتها العلمية ،

ولموقعها المتميز ، أصبحت مركزا تجاريا وعلميا يمر بها العلماء والطلبة من أهل المغرب والأندلس في ذهابهم للمشرق.

الحكمة

حين يصدق العبد مع الله ، يُسخر له كل شيء ، ويفعل له من المعجزات ما تذهل منها العقول ،

وتزيد بها قلوب المؤمنين إيمانا
فاللهم اجعلنا من الصادقين!

المصدر/ البداية والنهاية لـ ابن كثير

إقرأ أيضا: إنك ميت وإنهم ميتون

Exit mobile version