يقول الرجل في يوم الجمعة خرجت من منزلي الساعة التاسعة صباحا ، ذهبت ٳلى محل لبيع اللحوم.
وعندما وصلت كان المحل مزدحما ، وبعد نصف ساعة ، دخلت ٳمرأة ٳلى المحل :
وكانت تحمل في يدها كيساً فارغاً ، فكان جميع من في المحل يصرخ ويطلب من الجزار أن يعطيه اللحم الذي طلبه منه؟
ٳلا هي كانت ساكتة ولم تبوح بكلمة واحدة ، وكانت تقف في أخر المحل ويبدو عليها الخجل والخوف.
وهذا ما لفت إنتباهي إليها؟
وبعد لحظات بدأ الناس تتلاشى من المحل ، وكان يوجد القليل من الزبائن ، وبعد قليل قال لها الجزار كم كيلو أضع لك؟
فقالت : لا أريد لحما.
استغرب الجزار ، فقال لها : وماذا تريدين ٳذا.
أجابت : ممكن تعطيني العظام ٳن كنت لا تريده ، أو أعطيني الأشياء التي لا تأخذها الناس؟
فصعقت وشعرت بأن قلبي يريد أن يطلع من صدري وتساقطت دموعي غصباً عني؟
ثم قال لها الجزار : ولماذا تريدين العظام والأشياء التي لا فائدة منها؟
أجابت بصوت خافت : سوف يأتي ٳلينا اليوم ضيوفاً ولا يوجد في منزلي ما أعطيهم وأضيفهم به ،
ولا أمتلك مالاً لشراء الطعام واللحم.
فقررت أن أخرج أجمع بقاية اللحم ، فوالله إنني صابره على حالي وجوعي أنا وأطفالي ،
في حاجه أكلناها أنا وأولادي بالعافية وإذا لا يوجد صبرنا على حالنا.
ولكن ضيوفي ماذا سأطعمهم ، وكيف سيكون وجهي أمامهم؟
يقول راوي القصة ، لقد قطعت قلوبنا في المحل وكان البعض يبكي والبعض يحاول يخفي دموعه.
إقرأ أيضا: حكاية الرجل الذي يفهم لغة الحيوانات
فقام الجزار ووضع لها كيلة لحمة ، وأحد الموجودين تبرع أيضا بكيلو فصار معاها إثنين كيلو.
وثم جمعنا لها مبلغا وكان كل من في المحل قد ساهم بقدر ما يستطيع ،
ثم وضعت المال الذي جمعنا في يدها وكانت المرأة في غاية السعادة ،
ولم تبخل علينا جميعا بالدعاء فكانت تدعو لنا وهيا تبكي من شدة الفرح.
الدنيا ما زالت بخير.