إسلام

يقول الله سبحانه في سورة الأعراف

يقول الله سبحانه في سورة الأعراف

{ وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ۝

الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ }
[الأعراف : 50 – 51].

أي أن أهل النار بعد العذاب الطويل في جهنم ينادون على ممن يعرفونهم في الجنة طالبين منهم شربة ماء ، شربة ماء فقط.

لكنهم لا ينالونها لأن الله حرمها على الكافرين.

تخيل أن تصبح كل أمنياتك شربة ماء. ومع ذلك لا تنالها لأنك كنت ممن إتخذوا دينهم لعبا وهزوا!

قرأت ذات مرة أن أهل النار بعد عذاب طويل جدا -لَا نعلم مُدَّته- يطلبون أربع أماني ،

وأتعمد قول أمنية لا رجاء لأنها محض مطالب مستحيلة لن تُحقق أبدا ، فكل شيء قد إنتهى.

القرآن الكريم صوَّرَهم في أربعة مشاهِد:

الأمنية الأولى من سورة المؤمنون

{رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ }

يتمنون أن يعودوا للحياة الدنيا ، أرجعنا يا رب ولن نظلم أنفسنا ثانية وسنعبدك حق عبادتك ، فيرد الله عليهم :

{قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ}.

ربنا يقول لهم أمكثوا فيها صاغرين أذلاء ولا تعاودوا السؤال ، لا جوابَ لَكُم عندي.

فييأس أهل النار من روح رحمة الله عز وجل ، يأسا تاما ويقينا قاتلا إن لا مخرج لهم من هذا العذاب!

أما الأمنية الثانية من سورة الزخرف ،
يستعطفون مالك خازن النار ،

يطلبون منه أن يشفع لهم عند ربنا فيمتوا أبدا حتى يرتاحوا من هذا العذاب.

ويُقال في التفاسير إن مالك لا يرد عليهم لحظة سؤالهم ، وإنما يترُكُهم ألف عام ثم يجيبُهم : { قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ }

ماكثون خالدون فيها لأبد الأبد فلا موت بعد اليوم!

إقرأ أيضا: القرآن مسموع ومقروء وللسماع متعة للروح وبهجة للقلب

وفي الأمنية الثالثة من سورة غافر ، هنا يتوجهوا لِخَزَنَةِ النار ، الملائكة ، بأمنيتهم الثالثة

1 3 4 10 1 3 4 10

{وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ }.

يوم واحد فقط ، يوم واحد نستريح فيه من العذاب فترد عليهم الملائكة :

{قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ }

يعني ادعوا لأنفُسِكُم ، نحن لا ندعوا لكم ولا نسمع منكم ولا نود خلاصكم ، ونحن منكم برآء.

{وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ}

يعني سواء دعوتم أو لم تدعوا فدعاؤكم غير مستجاب ، ولا منفذ لكم من العذاب ولا راحة ولا تخفيف.

فيتوجهوا بأمنيتهم الرابعة والأخيرة من سورة الأعراف ، تخيلوا لمن؟ لأصحاب الجنة!

{ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء} أمنية بسيطة جدا جدا ، نريد شربة ماء!

رشفة ماء فقط بدلا من هذا المهل والزمهرير الذي يحرق أجوافنا ،

فيرد أخوه من أصحاب الجنة على أصحاب النار : {قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ }

مَن يا رب؟ من يا رب؟!

{الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ}!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?