قصص منوعة

يقول تاجر كنت أملك محلا صغيرا للمواد الغذائية

يقول تاجر كنت أملك محلا صغيرا للمواد الغذائية أمام أحد الأسواق ،

وكان يعمل عندي شاب أمين جدا وقد كنت أعتمد عليه في شغل المحل ، وكان ناجحاً جداً في عمله ومعاملته وأسلوبه مع الزبائن ،

وكنت راض بعمله وإخلاصه في العمل؟

فكنت أتركه وحده في المحل لساعات مع خزينة النقود دون أن أشعر بالخوف أو القلق من ناحيته أبدا؟

وكنت أجد تحسن في المحل وفي البيع والشراء وكنت مرتاحا جدا من هذا الأمر ،

حتى جاء أخي وطلب مني أن أسمح لابنه أن يعمل عندي في المحل.

فقلت في نفسي لن أخسر شيئاً وفي الأخير هذا ابن أخي وهو بحاجه إلى العمل لماذا لا أقبل ،

فوافقت وطلبت منه أن يحضر صباح الغد.

وفي الصباح جاء إبن أخي وقمت بتقسيم العمل بينه وبين العامل القديم.

وبعد مرور أسبوع تفاجأت حين أخبرني إبن أخي بأن العامل يأخذ مالاً من الخزنة ويضعها في جيبه سراً ،

لم أصدق ما قاله إبن أخي ، ثم أخبرته أن لا يتكلم عن العامل بهذه الطريقة مرة ثانية لأني أعرف العامل جيدا.

وبعد أيام كرر إبن أخي الموضوع وأخبرني أنه مازال يسرق المال من الخزنة ويضعها في جيبه ثم يذهب ثم يعود بعد نصف ساعة.

فقررت أن أرى الموضوع بنفسي ، دخلت إلى المحل ثم طلبت من العامل أن يحضر شيئاً من المحل الآخر ،

ثم اختبئت خلف أكياس حيث لا يراني.

وبعد ربع ساعة رأيته يأخذ من الخزنة نقودا وهو يتلفت يميناً وشمالاً ثم وضعها في جيبه ،

انصدمت من الموقف وشعرت بالحزن والخيبة ، ولكن الذي أذهلني أن المحل في حالة آزدهار لم يتأثر من سرقته للمال من رأس المال للمحل ،

وبعد دقائق طلب منه إبن أخي أن يبقى في المحل ويغطي مكانه حتى يعود.

ثم رحل ، فخرجت أنا من مكاني ومشيت خلفه وأراقبه من بعيد.

إقرأ أيضا: المديون والمجنون

ثم وجدته دخل إلى السوق وقام بشراء طعاماً وخبزا ولبناً ثم أكمل طريقه ،

فمشيت خلفه حتى أصبحنا خارج المنطقة ، وثم توقف أمام منزل عبارة عن خرابه ،

1 3 4 10 1 3 4 10

ثم طرق الباب فخرجت إمرأة وخلفها خمسة أطفال ثم أعطاها الطعام ورفعت يدها إلى السماء وقامت تدعو.

لم أعد أستطيع أن أمنع نفسي عن البكاء ، انفجرت بالبكاء ،

لقد صدمني هول الموقف لقد كان يسرق المال من أجل أن يطعم إمراة أرملة وأطفالها الأيتام ، ثم عادت المرأة إلى منزلها.

فأسرعت أركض وقمت باحتضانه من الخلف حتى شعر بالخوف لأني كشفت أمره وكان يخشى أن أقوم بطرده من المحل ،

ثم قلت له : لماذا أخفيت عني هذا الأمر ولماذا تقوم بسرقتي.

أجاب : أعلم أني أخطأت لكني أدفع نصف راتبي كل شهر وأضعه في الخزنة دون أن تشعر حضرتك ،

وكنت أخشى إذا أخبرتك بهذا الأمر فقد يدخل الشك في قلبك ،

خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بمال الخزنة مثلما فعل صاحب المحل الذي كنت أعمل به قبل أن أعمل لديك قبل أن يقوم بطردي وتشويه سمعتي ،

فأنا لم أكن أخذ شيء لنفسي وإنما كنت أطعم هؤلاء الأيتام فوالدهم مات ولم يترك لهم شيء،

ووالدتهم مريضة لا تقدر على العمل ، فأحببت أن أخفي الموضوع بيني وبين الله ،

وإن شاء الله أجر ما أخذت من مالك يحسب في ميزان حسناتك.

فقلت له : لا يهم فأنا أسامحك وسوف تكمل طريقك كل يوم بإطعام هذه الأسرة ومن مالي ولا تقطعها يوماً واحداً ،

لقد كنت أشك من البداية أن ازدهار المحل ليس طبيعياً كنت أعلم أن هناك شيئاً ، والأن دعنا نعود إلى المحل.

يقول التاجر ، ثم عدنا إلى المحل وقررت أن يكون إطعام الأسرة اليتيمة في أول القائمة ،

ولن يكون وجبة واحده بل ثلاث وجبات تامة ، والغريب في الأمر ومن حيث لا أعلم لقد أصبح المحل يثمر أكثر وأكثر حتى قمت بفتح محل آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?