قصص منوعة

يقول طلبت مني بنيتي شراء المثلجات لها

يقول طلبت مني بنيتي شراء المثلجات لها ، لكن بسبب إنشغالي مع مشاغل الحياة المختلفة رفضت طلبها وأجلته للغد.

قلت لها : ليس الأن ، غدا سأشتريها لك ، أنا مشغول جدا اليوم ،

لكنها بدل إلحاحها كما يفعل الأطفال عادة ، قالت لي : ماذا لو توفيت غدا؟

صدمني جوابها ، فتاة بمثل سنها تدرك حقيقة الموت التي يمكن لهه خطف الأرواح في أي لحظة ،

كانت دون إستأذان مسبق ، وهذا منذ وفاة زميلة مدرستها المفاجئ.

باتت تهددني الصغيرة برحيلها المفاجئ دون عودة ، فعاتبتها بشدة ومنعتها من تكرار قول هذا مع أني أدرك صحة كلامها ،

لكنه مرعب جدا ، مرعب لدرجة لم أتحمل سماعه ولو مزاحا!

مضيت في طريقي هروبا منها ، لكن شيء ما أجبرني على التوقف والعودة إليها ،

بعد أن اقتنيتها لها مسلما لحقيقة ما قالته.

خشيت فعلا أن ترحل دون أن أشتري لها المثلجات التي طلبتها ،

دون أن ألبي لها طلبا صغيرا عجزت عن تحقيقه لها جراء مبررات واهية لا أساس لها.

مضت الأيام ولم تعد تقولها ، إمتنعت عن ذكر تلك العبارة بعد أي طلب كان ، لكني بقيت أسمعها ،

فأجبر نفسي في كل مرة على تلبيته لها في أسرع وقت ممكن.

ليس هذا فقط ، بل حتى عندما تتصل بي تسأل عن سبب تأخري في الخارج ،

فتردد ما تقوله والدتها دوما ، تمهل لا تسرع في قيادتك فنحن لن نهرب ،

خفف من سرعتي مهما كنت مشغولا ومتعبا ليس لأنها لن تهرب فعلا كما تقول هي ،

فالموت موجود في أي مكان وفي أي لحظة.

لكن حتى أحافظ على نفسي قدر المستطاع من أجلها ، لأظل معها ،

لأشتري لها مثلجاتها وأحقق لها أمنياتها التي لا تفوق حجمها ،

فكأنما كانت تقول لي لا تسرع يا أبي ، تمهل ، ماذا لو رحلت فجأة من سيشتريها لي إن اشتهيتها؟

1 3 4 10 1 3 4 10

إقرأ أيضا: وفاء قصة قصيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?