يوشك أحدكم أن يتعثر هنا بقصته ، وأن يقرأ من بين هذه الرسائل رسالة تخصه ،
لكنه لا يدري متى كتبها ولا يذكر أنه طلب من أحد كتابتها نيابة عنه!
هنا أحداث متلاحقة ورسائل كثر بعضها يخصك وبعضها يخص جيرانك في المسكن وأصحابك في العمل ،
أما البعض الآخر فيخص أناسا ربما لم تعرفهم قط فتعال أعرفك عليهم.
تنفس بعمق ؛ ثم امسك يدي وتعال نذهب إلى زنزانة “حسام” شاب جميل سيعدمونه غدا ،
اجلس معي لنسمع سويا حكايته وليقص علينا شعوره قبيل إعدامه بساعات.
هيا بنا نصعد سفينة “زين” ليحدثنا عن دوافع ونهاية كل مهاجر غير شرعي ،
لكن تماسك مازالت أمامنا تجارب أخرى وحكايات كثر على رأسها حكاية تميم ،
لكن عدني ألا تبكي تميمًا أبدًا أبدًا ، أخشى أن يحزنه بكاؤك وحزن “تميم” غال عليّ!
أما “رؤى” العروس فصبرها وتماسك أمامها ، وضع نهاية لائقة لعلاء لأنني تركت لك مهمة كتابة نهايته ،
أووه هناك فتاة تحاول الإنتحار اركض معي عسى أن ننقذها.
كفى تعبنا اليوم دع يدي وهيا لنستيرح ، نُكمل رحلتنا غدًا إن شاء الله.
تريد أن تُكمل؟
إذن كما تود ، هيا لأعرفك على “سهىٰ” و”يمنىٰ” و “وعد” ، ولأحكي لك حكاية “بنان” السورية ، و”لين” الزوجة الثانية ،
و”سلمى” مُحاربة السرطان ، و”محمود” الطبيب العريس الذي سيتخرج غدًا ، و “مالك” صاحب العشر سنوات ،
و”إبراهيم” الشاب المغترب ، و “يُوسف” اللقيط ، ومها وسارة ومُصعب وأروى وخالد وغيرهم كثير ،
لكن عدني أن تصبرهم وألَّا تبكي أمامهم أبدًا فإنني أكره أن أوجعهم يكفي ما بهم من وجع.
عندما تنتهي الرحلة أخبرني أيهم شعرت أنه يشبهك ،
مَن فيهم كانت حياته نسخة من حياتك أنت؟ من فيهم مست حكايته قلبك لأنك تعيش حكاية مشابهة؟!