ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺇﻣﺘﺤﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻛﺎﻟﻮﺭﻳﺎ ﺩﻭﺭﺓ 1993 ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺸﻌﺐ ،
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻳﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺼﺤﺤﻴﻦ ، ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﻧﻄﻠﻘﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺇﻣﺘﺤﺎﻥ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ .
ﺻﺎﺩﻑ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺃﻋﺎﺩ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻹﻣﺘﺤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﻞ ﺃﻱ ﺗﻤﺮﻳﻦ .
ﻭﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﻧﻴﺔ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻟﻢ ﻳﺸﺄ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻹﻗﺼﺎﺋﻴﺔ ﺻﻔﺮ ( 0 ).
ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ 1 ﻣﻦ 20 ، ﻓﺤﻄﺖ ﺫﺑﺎﺑﺔ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻌﺪﺩ 1 ، ﻓﺄﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺠﺮﺃﺕ ﻭﻋﺎﻭﺩﺕ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﻭ ﺇﺳﺘﻘﺮﺕ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻌﺪﺩ 1 .
ﻓﺄﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﻴﺪﺓ ﻭﺗﺤﺪﺗﻪ ﺩﻭﻥ ﺧﻮﻑ ﻭﻣﻜﺜﺖ ﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﺮﺓ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻌﺪﺩ 1 .
ﻓﺘﻌﺠﺐ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻷﻣﺮﻫﺎ ، ﻓﺄﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﻜﺮﻫﺎ ﻭ ﻭﺿﻊ ﺻﻔﺮﺍ ﺧﻠﻒ 1 ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ 10 .
ﻭ ﻭﺍﺻﻞ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺮﺕ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻗﺴﻢ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺃﻧﻪ ﺣﺼﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺼﺤﺢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻌﻪ .
ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺬﺑﺎﺑﺔ ﻣﺎ ﺗﻨﻔﻚ ﺗﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﺗﺪﻋﻪ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺟﻴﺪﺍ ﻓﺴﺄﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ،
ﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﺘﺄﻛﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻷﻭﻝ ﺇﺳﺄﻝ ﺍﻟﺬﺑﺎﺑﺔ ، ﻓﺘﺮﻙ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻭﺇﻧﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﺘﻤﺔ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ .
ﻭ عندما ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺤﺢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺬﺑﺎﺑﺔ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺘﺮﺟﺎﻩ ﻓﻀﺤﻚ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺑﻌﻼﻣﺔ 10 .
ﻟﻜﻦ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻷﻭﻝ ﺇﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻷﻣﺮ ﻭ احتفظ برقم ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻭﺇﺣﺘﻔﻆ ﺑﻪ .
ﻭ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮﺭ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺒﺎﻛﺎﻟﻮﺭﻳﺎ ﻭﺟﺪ ﺃﻥ التلميذ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﻴﻦ ، ﻓﺄﺧﺬ ﻛﺸﻒ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﺒﺎﻛﺎﻟﻮﺭﻳﺎ ﻭﺗﺮﻛﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻷﺧﺬﻩ .
إقرأ أيضا: إمرأة تتحرش بأخ زوجها قصة حقيقية ترويها بطلتها
ﺑﻌﺪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺣﻀﺮ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻭﺗﺴﻠﻢ ﻛﺸﻒ ﻧﻘﺎﻃﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻷﻭﻝ .
ﻭ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﻊ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻀﺮ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺗﻮﺿﻴﺤﺎ ﺣﻮﻝ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻧﺺ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ .
فاﻧﺪﻫﺶ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻑ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺃﺧﺒﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺻﺤﺢ ﻭﺭﻗﺘﻪ .
ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺃﺟﺎﺑﻪ : ﻳﻮﻡ ﺇﻣﺘﺤﺎﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﺗﻮﻓﻲ ﻭﺍﻟﺪﻱ . ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺳﺮﻉ ﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭﺗﻮﺩﻳﻊ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻮﺍﻩ .
ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺗﻴﻘﻦ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﺰ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻳﺬﻝ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ .
ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻛﺎﻥ ﻧﺠﻴﺒﺎ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﺑﺎﺑﺔ ﺇﻻ ﺁﻳﺔ .
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ، ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻠﻴﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻆ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ .