ﻛﺎﻥ في اليمن ﻣﻠﻚ ﺍﺳﻤﻪ ﺫﻭ ﻧﻮﺍﺱ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﺿﻄﻬﺎﺩ ﻧﺼﺎﺭﻯ ﻧﺠﺮﺍﻥ ﺑﺤﺮﻗﻬﻢ ﻓﻨﺠﺎ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺷﺨﺺ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﺳﻤﻪ ﺩﻭﺱ.
ﻓﺬﻫﺐ ﺩﻭﺱ إﻟﻰ ﻗﻴﺼﺮ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻧﺼﺮﺍﻧﻴﺎً ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻓﺒﻌﺚ ﻗﻴﺼﺮ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺩﻭﺱ إلﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻟﻴﻨﺘﻘﻢ ﻟﻠﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﻦ ﻗﺎﺗﻠﻬﻢ ﺫﻭ ﻧﻮﺍﺱ.
ﻭﻟﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺛﺎﺭ ﻏﻀﺒﻪ ﻭﺟﻬﺰ ﺟﻴﺸﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ إﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ( ﺃﺭﻳﺎﻁ ) ﻭ ( ﺃﺑﺮﻫﺔ ) .
ﻭﺍﻧﺘﺼﺮ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺃﺻﺒﺢ ( ﺃﺭﻳﺎﻁ ) ﺣﺎﻛﻤﺎً ﻟﻠﻴﻤﻦ.
ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ إﻧﻘﻠﺐ أبرهة ﻋﻠﻰ ( ﺃﺭﻳﺎﻁ ) ﻭﺃﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻫﻮ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﻴﻤﻦ.
ﻭﻏﻀﺐ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺪ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻣﻨﻪ ﻭﻟﻜﻦ ( ﺃﺑﺮﻫﺔ ) أﻋﻠﻦ إﺳﺘﺴﻼﻣﻪ ﻭﻭﻻﺋﻪ ﻟﻠﻨﺠﺎﺷﻲ ﻓﻌﻔﺎ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺑﻘﺎﻩ ﺣﺎﻛﻤﺎً ﻟﻠﻴﻤﻦ.
وﻟﻜﻲ ﻳﺜﺒﺖ ( ﺃﺑﺮﻫﺔ ) ﻭﻻﺋﻪ ﻟﻠﻨﺠﺎﺷﻲ ﺑﻨﻰ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ الأﺭﺽ ،
ﻟﻴﺤﺠﻮ إﻟﻴﻬﺎ أﻫﻞ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ.
ﻭﺃﺭﺳﻞ ( ﺃﺑﺮﻫﺔ ) ﻭﻓﻮﺩﺍً إلى ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻴﺪﻋﻮﻫﻢ إلى ﺍﻟﺤﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﺎﻫﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺭﻓﻀﻮﺍ ﺫﻟﻚ ،
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻥ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺫﻫﺒﻮﺍ إﻟﻰ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﻟﻮﺛﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﺫﻭﺭﺍﺕ.
إقرأ أيضا: مشيئة الله
ﻏﻀﺐ ﺃﺑﺮﻫﺔ ﻣﻦ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻡ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ، ﻭﺟﻬﺰ ﺟﻴﺸﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻭﺗﻮﺟﻪ ﺑﻪ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻤﺘﻄﻲ ﺍﻟﻔﻴﻞ.
ﻭﻋﻨﺪ إﻗﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺑﻌﺖ ( ﺃﺑﺮﻫﺔ ) ﻣﻦ ﻳﻨﻬﺐ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻣﻜﺔ ﻭﺑﻌﺚ ﺭﺳﻮﻻً إﻟﻰ ﻛﺒﻴﺮ ﻗﻮﻡ ﻣﻜﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :
إبحث ﻋﻦ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻗﻞ ﻟﻪ ﺇﻥ ﺃﺑﺮﻫﺔ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻳﺪﻋﻮﻙ.
ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺁﺕ ﻟﺤﺮﺏ ، ﺑﻞ ﺟﺌﺖ ﻷﻫﺪﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ، ﻓﻠﻮ ﺍﺳﺘﺴﻠﻤﺘﻢ ، ﺣﻘﻨﺖ ﺩﻣﺎﺅﻛﻢ.
ﻓﺠﺎﺀ ﺭﺳﻮﻝ ( ﺃﺑﺮﻫﺔ ) إﻟﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ : ﻧﺤﻦ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻨﺎ بحربكم ﻭﻟﻠﺒﻴﺖ ﺭﺏ ﻳﺤﻤﻴﻪ.
ﻭﺫﻫﺐ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﻭﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ إﻟﻰ ﺷﻌﺎﺏ ﻣﻜﺔ ﻭﺃﻣﺮ ﺃﺣﺪ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺃﻥ ﻳﺼﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﺃﺑﻮ ﻗﻴﺲ ﻟﻴﺮﻯ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ.
ﻭﻋﺎﺩ ﻫﺬﺍ ﺍلإﺑﻦ ﻟﻴﺨﺒﺮ ﺃﺑﺎﻩ ﺃﻥ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﺗﺘﺠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍأﺣﻤﺮ إﻟﻰ أﺭﺽ ﻣﻜﺔ , ﻭﺍﻟﻔﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺘﻄﻴﻪ ( ﺃﺑﺮﻫﺔ ) ﺭﻓﺾ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻭﻳﺘﻘﺪﻡ إﻟﻰ ﺍلأﻣﺎﻡ.
ﻭﺣﻴﻦ ﻳﻮﺟﻬﻮﻩ ﻳﻤﻴﻨﺎً ﻳﺘﺠﻪ ﺷﻤﺎﻻً ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺃﺗﺖ ﻃﻴﻮﺭ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﺨﻄﺎﻃﻴﻒ ﻭﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻨﻘﺎﺭﻫﺎ ﺣﺠﺮﺍً ﻭﻓﻲ ﺭﺟﻠﻴﻬﺎ ﺣﺠﺮﻳﻦ ،
ﻭﺛﻢ ﺃﻟﻘﺖ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺶ ﺃﺑﺮﻫﺔ , ﻭﻗﻴﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ،
ﻓﻴﺨﺘﺮﻗﻪ ﻭﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ، ﻓﻬﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻣﺎ ﻫﻠﻚ ﻭﻓﺮ ﻣﻦ إﺳﺘﻄﺎﻉ.
يقول الطبري : رحمه الله
إنهم خرجوا يتساقطون بكل طريق ، ويهلكون على كل منهل ، فأصيب أبرهة في جسده ، وخرجوا به معهم ،
فسقطت أنامله أنملة أنملة ، كلما سقطت أنملة أتبعتها مدة تمث قيحا ودما ، حتى قدموا به صنعاء ،
وهو مثل فرخ الطير ، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه.
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻭﻟﺪ الحبيب المصطفى صل ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.