ﻣﺎ ﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
أيوب ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ : ﺃﺗﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ ﻭﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻭأﺗﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﻠﻴﻪ ﻟﻴﻜﻮﻥ إﺧﺘﺒﺎﺭﺍ ﻟﻪ ﻭﻗﺪﻭﺓ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ !
ﻓﺨﺴﺮ ﺗﺠﺎﺭﺗﻪ ﻭﻣﺎﺕ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻭﺍﺑﺘﻼﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﺮﺽ ﺷﺪﻳﺪ ﺣﺘﻰ أﻗﻌﺪ ﻭﻧﻔﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺭﻣﻮﻩ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺪﻳﻨﺘﻬﻢ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ
ﻣﺮﺿﻪ.
ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻌﻪ ﺇﻻ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺗﺨﺪﻣﻪ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺘﺠﺪ ﻣﺎ ﺗﺴﺪ ﺑﻪ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﻭﺣﺎﺟﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ !
ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ أﻳﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻡ ﻭﻫﻮ ﺻﺎﺑﺮ وﻻ ﻳﺸﺘﻜﻲ ﻷﺣﺪ ﺣﺘﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ،
ﻭﻟﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺤﺎﻝ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻟﻮ ﺩﻋﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﻔﺮﺝ ﻋﻨﻚ
ﻓﻘﺎﻝ : ﻛﻢ ﻟﺒﺜﻨﺎ ﺑﺎﻟﺮﺧﺎﺀ ،
ﻗﺎﻟﺖ 80 ﺳﻨﺔ.
ﻗﺎﻝ : إﻧﻲ أﺳﺘﺤﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻷﻧﻲ ﻣﺎ ﻣﻜﺜﺖ ﻓﻲ ﺑﻼﺋﻲ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺒﺜﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﺧﺎﺋﻲ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ.
ﺧﺎﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻞﻟﻬﻢ ﻋﺪﻭﻯ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺠﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﻤﻞ ﻟﺪﻳﻪ ،
ﻗﺼﺖ ﺑﻌﺾ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻓﺒﺎﻋﺖ ﻇﻔﻴﺮﺗﻬﺎ ﻟﻜﻲ تأﻛﻞ ﻫﻲ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺳﺄﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻜﻲ ﻫﺬﺍ ؟
ﻭﻟﻢ ﺗﺠﺒﻪ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﺎﻋﺖ ﻇﻔﻴﺮﺗﻬﺎ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺗﻌﺠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺃﻟﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻜﺸﻔﺖ ﻋﻦ ﺭﺃﺳﻬﺎ ،
ﻓﻨﺎﺩﻯ ﺭﺑﻪ ﻧﺪﺍﺀ ﺗﺄﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ.
إﺳﺘﺤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻭﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺒﻼﺀ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ :
ﺭﺑﻲ إﻧﻲ ﻣﺴﻨﻲ ﺍﻟﻀﺮ ﻭأﻧﺖ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ.
ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻷﻣﺮ من من ﺑﻴﺪﻩ اﻷﻣﺮ :
ﺃﺭﻛﺾ ﺑﺮﺟﻠﻚ ﻫﺬﺍ ﻣﻐﺘﺴﻞ ﺑﺎﺭﺩ ﻭﺷﺮﺍﺏ.
ﻓﻘﺎﻡ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻭﺭﺟﻌﺖ ﻟﻪ ﺻﺤﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎ ؟
ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺭأﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻪ ﺇﻻ أﻧﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎ ؟
إقرأ أيضا: لماذا أمر الله سبحانه بنو إسرائيل بذبح البقرة بالذات دون غيرها
ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻣﺎ ﻋﺮﻓﺘﻨﻲ !
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻣﻦ أنت؟
ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺎ أﻳﻮﺏ.
ﻳﻘﻮﻝ إﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ : ﻟﻢ ﻳﻜﺮﻣﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺃﻛﺮﻡ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺘﻲﺻﺒﺮﺕ ﻣﻌﻪ أﺛﻨﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍلإﺑﺘﻼﺀ !
ﻓﺮﺟﻌﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺎﺑﺔ ﻭﻭﻟﺪﺕ لأﻳﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺳﺘﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻭﻟﺪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﻧﺎﺙ.
ﻳﻘﻮﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ﻭﺍﺗﻴﻨﺎﻩ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﻌﻬﻢ.
ﻛﻠﻤﺎ ﻓﺎﺽ ﺣﻤﻠﻚ ﺗﺬﻛﺮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ﻭاﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺻﺒﺮﻙ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﺑﺤﺮ ﺃﻳﻮﺏ.