ﻣﺮﺽ ﻣﻠﻚ ﻣﺮﺿﺎ ﺧﻄﻴﺮﺍً
ﻭﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻟﻌﻼﺟﻪ ﻭﺭﺃﻭﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎً
ﺃﻥ ﻋﻼﺟﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ،
ﻫﻮ ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺒﺪ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺻﻔﺎﺕ
ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺫﻛﺮﻭﻫﺎ ﻟﻪ.
ﻓﺄﻣﺮ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻓﺘﻰ
ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻭﺟﺪﻭﻩ ،
ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻭﺣﺪﺛﻬﻤﺎ
ﻋﻦ ﺍﻷﻣﺮ ، ﻭﺃﻋﻄﻰ ﻟﻬﻤﺎ ﻣﺎﻻً ﻛﺜﻴﺮﺍً.
ﻓﻮﺍﻓﻘﺎ ﻋﻠى ﻗﺘﻞ ﻭﻟﺪﻫﻤﺎ ﻟﻴﺄﺧﺬ ﺍﻟﻤﻠﻚ
ﻛﺒﺪﻩ ﻭﻟﻴﺸﻔى ﻣﻦ ﻣﺮﺿﻪ.
ﻭﻧﺎﺩﻯ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﻗﺘﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺣﻼﻻً ﻟﻴﺘﺪﺍﻭﻯ ﺍﻟﻤﻠﻚ
ﺑﻜﺒﺪﻩ ؟
ﻓﺄﻓﺘﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﺑﺄﻥ
ﻗﺘﻞ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﺄﺧﺬ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻛﺒﺪﻩ
ﻟﻴﺸﻔﻰ ﺑﻪ ﺣﻼﻻً.
ﺃﺣﻀﺮﻭﺍ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻟﻴﺬﺑﺤﻮﻩ ﺫﺑﺢ ﺍﻟﺸﺎﺓ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻄﻼً ﻋﻠﻴﻪ.
ﻓﺮﺃﻯ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺟﻼﺩﻩ ﺛﻢ ﻳﺮﻓﻊ
ﻋﻴﻨﻴﻪ إبﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻳﺒﺘﺴﻢ.
ﻓﺄﺳﺮﻉ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻣﺘﻌﺠﺒﺎً.
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻀﺤﻚ ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺷﻜﺖ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻬﻼﻙ ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﺘﻰ : ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺃﻥ
ﻳﺮﺣﻤﺎ ﻭﻟﺪﻫﻤﺎ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﺪﻝ ﻓﻲ
ﻗﻀﺎﺋﻪ.
ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻥ ﻳﻌﻔﻮ
ﺃﻣﺎ ﺃﺑﻲ ﻭﺃﻣﻲ ﻓﻘﺪ ﻏﺮﻫﻤﺎ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻓﺴﻠﻤﺎ ﻟﻚ ﺭﻭﺣﻲ ،
ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻓﺨﺎﻓﻚ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﻒ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﺄﺣﻞ ﻟﻚ ﺩﻣﻲ.
ﻭﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺭﺃﻳﺖ ﺷﻔﺎﺀﻙ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ
ﺑﺮﻱﺀ.
ﻭﻟﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﻟﻢ ﺃﺭ ﻣﻠﺠﺄ ﻟﻲ ﻏﻴﺮ ﺭﺑﻲ ﻓﺮﻓﻌﺖ ﺭﺃﺳﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺍﺿﻴﺎً ﺑﻘﻀﺎﺋﻪ وأعلم أن الله أرحم بي من أبويا اللذان تركوني فمتاع الدنيا قليل
وقاضي الأرض أشكوه إلى قاضي الأرض والسماء.
وأنت يا ملك الدنيا ملكك لن يدم فهناك الحي القيوم. ،
يأتي بحق كل مظلوم ﻓﺘﺄﺛﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻭﺑﻜﻰ.
ﻭﻗﺎﻝ : ﺇﺫﺍ ﻣﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺮﻳﺾ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ
ﺃﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﺎً ﺯﻛﻴﺔ ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻭﻗﺒﻠﻪ ،
ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻭﻗﻴﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ
ﻳﻤﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺣﺘﻰ
ﺷﻔﻲ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﻪ.
إقرأ أيضا: إذا إحتشمت النساء خجلت أعين الناظرين
العبرة
ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻠﻪ ﻋﻮﺿﻪ ﺧﻴﺮﺍ ﻣﻨﻪ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﺑﻚ ﻛﻞ ﺍلأﺳﺒﺎﺏ ﺗﻮﺟﻪ
ﻟﻤﺴﺒﺐ ﺍلأﺳﺒﺎﺏ.
ﻭﻧﺎﺩي ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺭﺽ ﺑﻘﻀﺎﺋﻪ ﺗﺴﻌﺪ
في ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍلآﺧﺮﺓ.
واعلم أن كل ما يحدث لك من الله في خير
فالله يعلم وأنتم لا تعلمون.