آه آه على عظمة الأب
من هو اﻷب ؟ سؤال تم طرحه على مجموعة من طلاب الماجستير في إحدى الجامعات.
كانت اﻷجوبة جميلة وتقليدية إﻻ جوابا واحدا إستوقف المحاضر وأدمع عينيه.
اﻷب : في صغرك تلبس حذاءه فتتعثر من كبر حذاءه وصغر قدمك.
تلبس نظاراته فتشعر بالعظمة ، تلبس قميصه فتشعر بالوقار والهيبة.
يخطر ببالك شيء تافه فتطلبه منه ، فيتقبل منك ذلك بكل سرور ويحضره إليك دون منة.
يعود إلى المنزل فيضمك إلى صدره ضاحكا وأنت ﻻ تدري كيف قضى يومه وكم عانى في ذلك اليوم في عمله.
واليوم في كبرك أنت ﻻ تلبس حذاء أبيك فذوقه قديم وهو ﻻ يعجبك!
تحتقر ملابسه العتيقة وأغراضه القديمة ﻷنها ﻻ تروق لك!
أصبح كلامه وسؤاله عنك هو تدخل في شؤونك وذلك ﻻ يروق لك!
حركاته تصيبك بالحرج ، وكلامه يشعرك بالإشمئزاز !
إذا تأخرت وقلق عليك وعاتبك على التأخير حين عودتك تشعر أنه يضايقك وتتمنى لو لم يكن موجودا لتكون أكثر حرية ،
رغم أنه يريد الإطمئنان عليك ليس إﻻ.
ترفع صوتك عليه وتضايقه بردودك وكلامك فيسكت ليس خوفا منك ، بل حبا فيك وتسامحا معك.
إن مشى بقربك محدودب الظهر ، ﻻ تمسك يده فلقد أصبحت أنت أطول منه!
أنت باﻷمس تتلعثم بكلامك وتخطئ في الحروف فيضحك مبتسما ويتقبل ذلك برحابة صدر ،
وأنت اليوم تتضايق من كثر تساؤﻻته وإستفساراته بعد أن أصابه الصم أو أصابه العمى لكبر سنه.
إقرأ أيضا: لا عطر بعد عروس
لم يتمنى أبوك لك الموت أبدا ﻻ في صغرك وﻻ في كبرك ، وأنت تتمنى له الموت ،
فلقد ضايقك في شيخوخته وقد يضايق من معك أيضا!
تحملك أبوك في طفولتك ، في جهلك ، وفي سفهك ، في كبرك ودراستك ، في إحتياجك ،
وفي شدتك ، في رخاءك ، تحملك في كل شيء.
فهل فكرت يوما أن تتحمله في شيخوخته ومرضه ؟
أحسن إليه ، فغيرك يتمنى رؤيته من جديد.