أبو أمامة الباهلي وإسلام قومه
عن أبي أمامة صُدَيّ بن عجلان الباهلي رضي الله عنه – قال : بعثني رسول الله صل الله عليه وسلم إلى قومي أدعوهم إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ ،
وأعرِضُ عليهِم شرائِعَ الإسلامِ ، فأتيتُهم وقد سَقَوْا إبِلَهم وحلبوها وشرِبوا.
فلمّا رأَوني قالوا : مرحَبًا بالصُّدَيِّ بنِ عجلانَ
قالوا : بلغنا أنَّكَ صبوتَ إلى هذا الرَّجل!
قلت : لا ، ولكن آمنتُ باللَّهِ ورسولِهِ وبعثَني رسولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم إليكم أعرضُ عليكمُ الإسلامَ وشرائِعَه.
فبينما نحنُ كذلكَ إذ جاءوا بقصعتِهم فوضعوها واجتمَعوا حولها يأكلونها ، قالوا : هلُمَّ يا صديُّ!
قلتُ: ويحكمُ! إنَّما أتيتُكم من عندِ من يحرِّمُ هذا عليكم {إِلّا ما ذَكَّيْتُمْ} [المائدة: ٣]
فجعلتُ أدعوهم إلى الإسلامِ ويأبَوْنَ!
قلتُ لهم : ويحَكمُ ائتوني بقِربَةٍ من الماءِ فإنِّي شديدُ العطَشِ! قالَ: وعليَّ عِمامةٌ!
قالوا : لا ولكِن ندَعُكَ تَمُوتُ عطَشًا!
قالَ : فاعتمَمْتُ وضرَبتُ بِرأسي في العِمامةِ ونِمتُ في الرَّمضاءِ في حرٍّ شديدٍ!
فأتاني آتٍ في منامي بقدحِ زُجاجٍ لم يرَ النّاسُ أحسنَ منهُ! وفيهِ شرابٌ لم يرَ النّاسُ ألذَّ منه ،
فأمكنَني منها فشربتُها فحيثُ فرغتُ من شرابي استيقظتُ ولا واللَّهِ ما عطَشتُ ولا رأيتُ عطَشًا بعدَ تِلكَ الشَّربةِ!”
أورده الشوكاني في در السحابة ٤١٣ وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (١٢٣٤)
وفي الرواية الأخرى بقية القصة وصولا لإسلام قومه على يديه
“… فكذَّبوني وزبَروني وأنا جائعٌ ظمآنُ قد برانِي جهدٌ شديدٌ!
إقرأ أيضا: تأملات في يوم أبي بكر
فنمتُ فأُتِيت في منامِي بشربةِ لبنٍ فشربتُ ورويت وعظُمَ بطني!
فقال : القومُ أتاكم رجلٌ من أشرافِكم وسَراتِكم فرددتموه اذهبوا إليه وأطعِموه من الطعامِ والشرابِ!
فقلت : لا حاجةَ لي في طعامِكم وشرابِكم فإن اللهَ عزَّ وجلَّ أطعمَني وسقانِي!
فانظروا إلى هذه الحالِ التي أنتم عليها!
فنظروا فآمنوا بي وبما جئت به من عندِ رسولِ اللهِ صل الله عليه وسلم “
وفي روايةٍ : “فأريتُهم بطنِي فأسلَموا عن آخِرِهم.
الهيثمي في مجمع الزوائد ٩/٣٩٠ وقال : روي بإسنادين : وإسناد الأولى حسن فيها أبو غالب وقد وثق.
رضي الله عن سيدي أبي أمامة صُدَيّ بن عجلان الباهلي وأرضاه وجمعنا به على الحوض الشريف.
