أتحبها يا صديقي ؟
أتحبها يا صديقي ؟
نعم أُحبّها ، ولكن
ولكن ماذا يا صديقي ؟ أخبرني.
ولكنني أظن بأن هذا الحب لن يعمر طويلا!
ولماذا يا صديقي ؟!
لأنها غارقة دائما في عالم الكتب والروايات !
ولكن كما تعلم بأن هذا شيء رائع يا صديقي !
نعم ، أعلم ذلك ولكنني لم أكن أعلم بأنها ” ببلومانيّةً ” جدّاً يا صديقي !
و ماذا يعني ذلك ؟
يعني أنّها تقرأُ وتقرأ و كأنّها آلةٌ للقراءة ؛ لم تُخلَق إلّا لتقرأ !
ولمن تقرأ ؟
= إنّها تقرأ لدوستويفسكي وتولستوي وتشارلز بوكوفسكي.
هذا رائع ، و ماذا أيضاً ؟
و للشّرقاوي ومستغانمي ، ونجيب محفوظ وأنيس منصور ، و غيرهم ؛ أنظر ، لقد حفِظتُ أسماءَهم جميعاً !
هذا مدهشٌ حقّاً !
نعم ، و إنّها تَهيمُ حُبّاً بمحمود درويش ؛ بل إنّها تُحبّهم ولا تحبّني يا صديقي !
ألهذهِ الدّرجة يا صديقي ؟
بل وأكثر من ذلك ، تصوّر أنّه ذات يومٍ تخاصمنا و قُلتُ لها متعجّباً :
أيُّ المخلوقاتِ أنتِ ؟ ومن ماذا تكوّنتِ ؟!
نعم ، أكمل ، وماذا قالت ؟
رفعَت حاجبَها الأيمن وكأنّما تُغازلُ نفسَها وثمّ قالت :
” أنا .. ” من تُربةِ الوردِ خُلِقتُ “.. و من خيوط ” اللّيالي البيضاء ” قد نُسِجتُ . “
يا للرّوعةِ حقّاً ، وثمّ ماذا ؟
وغيرَ مرّةٍ تخاصمنا أيضاً ، و ذهبتُ لأُصالحَها ؛ أتدري ماذا قالت ؟!
ماذا ؟
قالت : ” وبأيِّ حقّ تعودُ معتذراً ومُحمّلاً بحقائبِ النّدم ؟ لقد أقلعت طائرةُ الغفران يا أيها ” الأبله ” ! “
وماذا حصل بعد ذلك ؟
إستسلمتُ لبلاغتِها الأدبيّة ، وقلتُ لها : أرجوكِ أخبريني ، ماذا تُريدينَ ، وماذا يُرضيكِ ؟
نعم ، وماذا قالت ؟
قالت : ” لا شيءَ يُعجبُني ، أريدُ أن أبكي !