Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سؤال وجواب

أتدرون ما الغيبة؟

أتدرون ما الغيبة؟

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : أتدرون ما الغيبة ؟

قالوا : الله ورسوله أعلم.
قال صل الله عليه وسلم : ذكرك أخاك بما يكره.

قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟

قال صل الله عليه وسلم : ” إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهته.

رواه مسلم ٢٥٨٩

نهانا الإسلامُ عَنْ مَساوئِ الأخلاقِ ، وحَرَّم الغِيبةَ تَحريمًا مُغَلَّظًا ، فجعَلَها مِن كَبائرِ الذُّنوبِ ،

وهي مِن أكثَرِها انتشارًا بيْن النَّاسِ ، حتَّى إنَّه لا يَكادُ يَسْلَمُ منها إلَّا القليلُ مِن النَّاسِ.

وفي هذا الحديثِ يَسألُ النَّبيُّ صل الله عليه وسلم أصحابَه : «أَتدْرُونَ» ، أي: أَتَعلمونَ

«مَا الغِيبةُ؟» فَأَجابوا : «اللهُ ورسولُهُ أعلمُ» ،

وهذا مِن الأدبِ مع اللهِ سُبحانه ومع النَّبيِّ صل الله عليه وسلم ، فرَدُّوا العلمَ لهما ،

فَأجابَ صل الله عليه وسلم أنَّ الغِيبةَ
«ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ» والمعنى :

أنْ يَتناوَلَ المسْلمُ أخاهُ المسْلمَ في غِيابِه بكلامٍ وأوصافٍ مَذْمومةٍ ، لو كان حاضرًا أو وصَلَتْ له لَكرِهَها ،

سواءٌ كان ذلك في بَدَنِ الشَّخصِ ، أو دِينِه أو دُنياه ، أو نَفْسِه ، أَو خُلُقِه أو خَلْقِه ،

أو غيرِ ذلك ممَّا يَتعلَّقُ به ، سَواءٌ ذَكَرْتَه باللَّفظِ أو بالإشارةِ والرَّمزِ ، وقدْ حذَّرَ اللهُ تعالَى منها في كِتابِه الكريمِ ، فقال تعالى :

{وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات : 12].

فَسَألَ بعضُ الصِّحابةِ عمَّا إذا كانت هذه الأوصافُ أو بعضُها مُتحقِّقةً في صاحبِها ، أيُعَدُّ هذا مِن الغِيبةِ المَنهيِّ عنها؟

إقرأ أيضا: ماذا يفعل القرآن بعد الموت؟

فَأجاب صل الله عليه وسلم أنَّه إن كان فيه ما تقولُ مِنَ العَيبِ والمنقصَةِ ، فَقدِ اغتَبْتَه ،

أي : لا مَعنى لِلغِيبةِ إلَّا هذا ، وهو أنْ تكونَ المَنْقَصَةُ فيه ، وإنْ لم يَكُنْ فيه ما تقولُ ، فقدْ «بَهَتَّهُ»،

أي : قُلْتَ عليه الْبُهتانَ ، وهو الكَذِبُ العَظيمُ يُبْهَتُ فيه مَن يُقالُ في حَقِّهِ ، وذَنْبُه أعظَمُ مِن الغِيبةِ.

والغِيبةُ وإنْ كانت محرَّمةً فإنَّها تُباحُ في بعضِ الأحوالِ للمصلحةِ ؛

ومِن ذلك : دفْعُ الظُّلمِ ، بحيثُ يَذكُرُ المَظلومُ مَن ظلَمَه ، فيَقولُ : ظَلَمَني فُلانٌ ، أو فَعَل بي كذا.

ومنها : التَّحذيرُ مِن شرِّ مَن عُرِفَ بالسُّوءِ ونَصيحةُ مَن يَتعامَلُ معه.

ومنها : المُشَاوَرَةُ في أمْرِ الزواجِ أو المُشارَكةِ أو المُجاوَرَةِ ، ونَحوِ ذلك.

وَمنها : غِيبةُ المُجاهِرِ بفِسْقِه أو بِدعَتِه ، كالخَمرِ ؛ فيَجوزُ ذِكرُه بما يُجاهِرُ به فقطْ

وفي الحديثِ : بيانُ مَعنى الغِيبةِ ، والفرْقِ بيْنها وبيْن البُهتان.

وفيه : النَّهيُ عَنِ الغِيبةِ وَالبُهتان.

وفيه : بَيانُ تَعاهُدِ النَّبيِّ صل الله عليه وسلم لِأصحابِه وتَعليمِهم المفاهيمَ الصَّحيحةَ ، ونَهْيِهم عن مَساوئِ الأخلاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?