قصص منوعة

أتذكر أنها لم تقل آسفة

أتذكر أنها لم تقل آسفة
وأنها رغم ما فعلت نادمة فلم يكن بوسعها التحكم في زمام الأوضاع وما جرى حولها لم يكن بيدها.

شاهدتها تبكي والدموع كحمم تنزل من خديها ، شاهدتها تجثو على ركبتيها وهي تتوسل إليهما ، لكنهما لم ينصتا ولو لكلمة من فاهها.

أجبروها على الإنصياع والإيقاع بها ، سلموها إليه تحت زغاريد الفرح بينما جنازة تقام في داخلها.

كان بوسعها الهرب ، كان بوسعها الرفض ، كان يمكنها القول إنها آسفة عما تَفْعل وعما يُفْعل بها.

إلا أن حفاظها على ماء وجه أبيها جعلها تضحي بكل ما تملك ، لم ترغب قط أن ترمي بكلمة أبيها في القاع وتدنس سمعته.

وأما عن ذاك
ففطرت قلبه بباسطة وجعلته مجنون ، أوهمته أن يبني في خياله عالما مليئا بما ينجبان من أولاد ،

جعلته يزين عتبة أوقاته بالآمال السعيدة ، لم يتمكن قط من أن يساوره ذاك الشعور ،

شعور السلب ، سلب أغلى ما يملك الإنسان ، الا وهو النبض.

لم تقل آسفة ، أتذكرها ، وكل ثانية تأتي وأنا أتذكرها أنشطر إلى نصفين وأتبعثر كلي ،

نفسي تضيق وأنفاسي تنقطع وينتهي بي السبيل جثة مرمية في ممر الطرقات والحشد من حولي يحاول معرفة ما جرى لي.

ما أنا بقاتل لكنني الضحية ، ما يميز البشر أنهم فضوليين وتلك حقيقة لا تنكر ولا يتناقش فيها شخصان.

لما لا تكوني فضولية فيما سيجري لي من بعدك ، إلى ما ستؤول إليه حالي بعد نقضك للوعد ، ألم يكن الوعد حق يا ميرا ،

إقرأ أيضا: بينما أنا جالس على أريكتي أطالع رواية

أليس الوعد دين ، لقد كفرت بدينك يا ميرا فلن أطلب لك غفران ربك ما دام عبده لم يغفر.

كلمتي الأخيرة ، ككل نهاية وداع يطلب الإنسان أمنية أخيرة آملا أن يتحصل عليها.

أمنيتي أن أبدأ بقلب جديد فقلبي القديم إهترئ من كثرة الصدأ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?