أتذكر أنها لم تقل آسفة
وأنها رغم ما فعلت نادمة فلم يكن بوسعها التحكم في زمام الأوضاع وما جرى حولها لم يكن بيدها.
شاهدتها تبكي والدموع كحمم تنزل من خديها ، شاهدتها تجثو على ركبتيها وهي تتوسل إليهما ، لكنهما لم ينصتا ولو لكلمة من فاهها.
أجبروها على الإنصياع والإيقاع بها ، سلموها إليه تحت زغاريد الفرح بينما جنازة تقام في داخلها.
كان بوسعها الهرب ، كان بوسعها الرفض ، كان يمكنها القول إنها آسفة عما تَفْعل وعما يُفْعل بها.
إلا أن حفاظها على ماء وجه أبيها جعلها تضحي بكل ما تملك ، لم ترغب قط أن ترمي بكلمة أبيها في القاع وتدنس سمعته.
وأما عن ذاك
ففطرت قلبه بباسطة وجعلته مجنون ، أوهمته أن يبني في خياله عالما مليئا بما ينجبان من أولاد ،
جعلته يزين عتبة أوقاته بالآمال السعيدة ، لم يتمكن قط من أن يساوره ذاك الشعور ،
شعور السلب ، سلب أغلى ما يملك الإنسان ، الا وهو النبض.
لم تقل آسفة ، أتذكرها ، وكل ثانية تأتي وأنا أتذكرها أنشطر إلى نصفين وأتبعثر كلي ،
نفسي تضيق وأنفاسي تنقطع وينتهي بي السبيل جثة مرمية في ممر الطرقات والحشد من حولي يحاول معرفة ما جرى لي.
ما أنا بقاتل لكنني الضحية ، ما يميز البشر أنهم فضوليين وتلك حقيقة لا تنكر ولا يتناقش فيها شخصان.
لما لا تكوني فضولية فيما سيجري لي من بعدك ، إلى ما ستؤول إليه حالي بعد نقضك للوعد ، ألم يكن الوعد حق يا ميرا ،
إقرأ أيضا: بينما أنا جالس على أريكتي أطالع رواية
أليس الوعد دين ، لقد كفرت بدينك يا ميرا فلن أطلب لك غفران ربك ما دام عبده لم يغفر.
كلمتي الأخيرة ، ككل نهاية وداع يطلب الإنسان أمنية أخيرة آملا أن يتحصل عليها.
أمنيتي أن أبدأ بقلب جديد فقلبي القديم إهترئ من كثرة الصدأ.