أثناء امتحانات الثانوية العامة عام ١٩٧٥م
أثناء امتحانات الثانوية العامة عام ١٩٧٥م كان هناك سؤال في مادة اللغة العربية يقول :
استبدل كان ب إن في الجملة التالية وغير ما يلزم ، كان العاملون مجتهدين.
كتب أحد الطلاب في ورقة الإجابة : هذا السؤال خطأ في نفسه ؛ لأن الباء تدخل على المتروك ،
فكان الصواب أن يقول واضع الإختبار استبدل”إن” ب “كان” وليس كما جاء في صيغة السؤال ،
والدليل على ذلك قول الله عز وجل في القرآن : {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير }.
حينها إعترفت الوزارة بالخطأ في صيغة السؤال وتم تكريم ذلك الطالب الذي دخل كلية الطب ،
وتفوق فيها ثم عمل بالسلك الأكاديمي وتدرج فيه حتى أصبح أستاذا لأمراض القلب بجامعة الزقازيق.
لم يكن تفوقه في الطب فقط بل ألف أكثر من ١٠٠ كتاب في الأدب واللغة والتاريخ والنقد والفكر والفلسفة والسياسة ،
وكان أصغر مصري يحصل على ثمانية جوائز عالمية ، وأصغر عضو بمجمع اللغة العربية ،
إلى جانب حفظه للقرآن الكريم منذ صغره ، وعمله بعدة مناصب رفيعة في داخل مصر وخارجها ،
إضافة إلى مئات البحوث والمؤتمرات والندوات والمحاضرات.
أتحدث عن الدكتور محمد الجوادي الذي مات ودفن بعيدا عن وطنه الذي أحبه وقضى في خدمته سنوات عمره ،
وكان يأمل أن يعود إليه يوما.
رحم الله الدكتور الجوادي وربط على قلوب محبيه.