أحببتها
أبكيتها خجلا
قال لها : لا تخجلي مني ، أنا لست رجلا غريبا ، شهرين وستصبحين زوجتي على سنة الله ورسوله ،
لا يمكن أن تظلي خجولة هكذا وتخفين عني كل شيء ، وتتهربين مني كلما غازلتك أو قلت لك كلاما جميلا!
صمتت وهي تنظر له بخجل وتعدل حجابها بالدقيقة ألف مرة.
قال لها مشجعا وهو يبتسم : انظري لوجهك كيف يتعلثم كلما حادثتك ،
ألم تقولي لي أنك قوية ، وأنك ستضربيني إن أزعجتك ، ألم تكوني الشقية والمتحدثة الأولى في جامعتك ،
ما به الكلام يتشبث بفمك خشية أن يسقط أمامي !
ضحكت ، ثم حاولت كبت ضحكتها إلا أنها ما استطاعت ، غطت وجهها بكلتا يديها.
وهو يراقبها ويضحك على لعثمة ضحكتها البريئة .
ثم رفعت وجهها وبدأت تزم فاهها وتأخذ شهيقا وزفيرا ، ثم نظرت إليه وهي تحاول ضبط أنفاسها ،
عدلت حجابها وقالت : احم احم
اسمع سأشرح الأمر لك ، لكن لا تنظر إلي وأنا أتكلم ، وإلا سأسكت ولن أكمل أبدا
ضحك ، كتف يديه وقال : حاضر ها قد أدرت وجهي عنك
إني أسمعك!
تنحنحت ثم قالت : الآن أنا لا أخجل
ضحك وبدأ يهز كتفيه باستهزاء
قالت : لن أكمل !
قال : لماذا
ووضع يده على فمه
ضحكت ثم أتبعت : أنا لا أخجل ولا أتلعثم إن حادثت أي رجل غريب ، ولكن منك أنت أفعل
أدار وجهه لها مباشرة وقال :كيف !
إقرأ أيضا: استيقظت على صوتها تصرخ في وجهي
مجنونة أنت أليس كذلك ، تخجلين من زوجك ولا تخجلين من الغرباء
فانفجرت ضاحكة وقالت : أدر وجهك لأكمل لك ، لا تتعجل
فأدار وجهه وقال : لنرى ما الذي ستهذين به هذه المرة ، أنت ستفقديني عقلي بلا شك
فقالت بروية : الآن أنا إن حادثت غريبا لألف ساعة ، لا أخجل منه أبدا ، لأنه بالطبع لن يجرأ على مغازلتي ،
وسيكون الحديث بيننا في مساق علمي أو تعليمي بحت ، وإن عاكسني أحدهم في الطريق أعرف جيدا كيف أسكته ، فكيف سأخجل منهم !
أما أنت تجلس هنا وأمام أهلي وإخوتي وتغازلني أو تقف بجواري ، أو تقول لي صباحك ورد يا قلبي ،
كيف تربد مني أن أتصرف مثلا ، وأنت أول رجل لا يحق لي أن أسكته حين يتغزل بي أو يلاطفني ،
ليس هذا وحسب ، بل إنك تأتي هنا لزيارتي خصيصا لتفعل ذلك !
قال: هل أنظر الآن !
قالت : لكن ، إياك أن تنطق بحرف واحد
نظر إليها وهو يحاول منع ابتسامته وحروفه ،
وهي لم تنظر له ، فاحمر وجهها وعادت للعبث بحجابها ، نظرت إليه
فاشتعل وجهها حمرة وقالت : اسكت
فانفجر ضاحكا وقال :وهل قلت شيء !
تحول وجهها بلحظة للون أحمر ويبدو أن حرارتها قد تعدت الأربعون،
وتحولت ملامحها من الفرح إلى الضيق فجأة .
فقال لها : ليت بإمكاني ضمك في هذه اللحظة !
بدأت عينيها بذرف الدموع وهي تتنفس باضطراب ،
فأمسك يدها وشدها قال : حتى وإن لم أبك ، فاضطراب قلبي لا يقل عن اضطرابك
البكاء لا يكون حزنا وفرحا فقط
فبعض البكاء يكون عشقا وخجلا.