Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

أحبني طفل الجزء الأول

أحبني طفل الجزء الأول

أُعجِبَ بي ابن جيراننا وقد كان شاباً وسيماً كادحاً رأى بي مواصفات الفتاة التي تناسب أن تكون زوجة له وأماً لأولاده.

فتقدَّمَ لخطبتي ، ولأني رأيتُ به رجل أحلامي وافقتُ على الزواج به وتجاهلتُ وضعه المادي الذي كان أقلَّ من وضع عائلتي ،

وكل ذلك كان فقط لأشاركه حياته ونبني مستقبلنا معاً.

اعتبرتُ أمه كأنها أمي وقررتُ أن أعتني بها بحب طيلة حياتي ،

فقد كانت مريضة تحتاج رعاية خاصة ، ومنذ خطبتي لم أعد أناديها إلا بأمي.

على الرغم من تحذيرات كل المقربين بي على الإستمرار في الخطوبة كونهم كانوا يرون حزني الدائم ،

بسبب أني أتشاجر معه على الدوام ، ولأني أجد صعوبة في التفاهم معه ؛ لكني استمريت بعلاقتي به.

بعد مرور وقت اعترف بحبه لي ، مما جعلني أعترف أني أحببته منذ مدة ،

وأصبحت من حينها أرى شارعنا أجمل شارع بالمدينة ، فقط لأنه يعيش فيه.

منذ أن سمع مني كلمة أحبك ، بدأ بإصدار الأوامر ، وأول أمر كان :

عليكِ اتباع نظام غذائي لتخفيض الوزن ، فكما تَرَين أنا شابٌ نحيلٌ جداً وأنتِ فتاة ممتلئة الجسم ،

وبعد زواجنا وحملكِ بأول طفل ، ستزدادين أضعاف مما يجعلني أشعر كأني متزوج بفيلة ، ثم ضحك.

حينها ابتسمت في وجهه دون أن أنطق بكلمة ، ثم ذهبتُ إلى المطبخ فتساقطت دموعي بسبب طريقة كلامه الجارحة وعندما رأتني أمي قالت :

عليكِ أن تعيدي النظر في علاقتكِ به ، فشعور الحب وحده لا يمكن أن يكون سبباً في استمرار العلاقة بين أي اثنين.

إقرأ أيضا: حكاية هارون الجزء الأول

أمضيتُ تلك الليلة حزينة وأنا أفكر بطريقة كلامه التي جعلتني أشعر بضيق بسببه لم أشعر به من قبل ،

مما جعلني أتخيل طريقة كلامه معي بعد الزواج ، فكونه كلمني بتلك الطريقة أمام عائلتي ،

أكد لي بأنه لن يراعي شعوري بعد زواجنا ، وربما يصل به الحال للحديث معي بطريقة مهينة أمام الناس.

برغم حزني الشديد لكني لم أستطع أن أتخيل أني سأتركه يوماً ما بسبب أسلوبه في الكلام.

في اليوم التالي تحدثت معه على الهاتف ، وكأني لم أحزن بسببه ، ولم أخبره أني انزعجت منه فقط كي لا أزعجه.

بعد بضعة أيام قامت أمه بدعوتنا على الغداء ، مما جعله يقول لي أمام الجميع :

ماذا اتفقنا عزيزتي؟! ، لا أريد أن يصبح وزنك مقارباً لوزن أنثى الدب ، ثم ضحك.

كان كلامه كالصفعة على وجهي ، مما جعلني أنتفض من مكاني قائلة :

إذاً خد خاتم الخطوبة خاصتك واذهب لخطبة فتاة نحيلة ، جسمها متناسقٌ كجسمك.

وضعت الخاتم على الطاولة واعتذرت من أمه واستأذنتُ للمغادرة ثم عدت للمنزل ودموعي تنهمر على وجنتي ،

وأنا لا أعي كيف أني فسختُ خطوبتي بلحظة على الرجل الذي أحببته من صميم قلبي.

بعد وقت قصير عادت أمي ، ورأت عينايَ متورّمتان ، فقالت لي :

لمَ تسرعتي بفسخ الخطوبة إن كنتي تحبيه لهذه الدرجة؟! لماذا لم تتكلمي معه بهدوء وتتفاهمان على الأمور التي تزعجكِ؟!

نظرتُ لها وأنا أتنهد من البكاء ثم قلت : وهل هذه أمور تحتاج أن أقولها ، يجب أن يفهم من تلقاء نفسه أنه يحرجني بطريقة كلامه ،

إنه تنمرٌّ بكل معنى الكلمة ، إن كان يراني سمينة لماذا تقدم لخطبتي ، لماذا لم يخطب فتاة نحيلة؟!

يا ابنتي ، هناك بعض من الرجال ، تحتاج إحدانا أن تتحدث معهم وتشرح ما تريد كأنها تتحدث مع طفل صغير ،

وخطيبكِ منهم لذلك عليكِ أن تشرحي له ما تريدين ، كأنك تتحدثينَ مع طفل بالخامسة من عمره.

إقرأ أيضا: أحبني طفل الجزء الثاني

فانهمرت دموعي أكثر وأنا أقول : لم يعد ينفع الكلام فقد انتهت علاقتنا ، فلا يعقل أن أتحدث معه وأقول له ،

أريد أن نعود لبعضنا ، ثم أشرح له لماذا انزعجت منه.

أمضيتُ أياماً من أسوأ أيام حياتي ، كان قلبي يتمزق من الألم على فراقه ،حينها ندمتُ على فسخ الخطوبة ،

لأني أيقنتُ أنَّ وجوده بحياتي إن كان سيسبب لي الحزن بسبب طريقة كلامه ، فسيكون بعده عني أشد حزناً وألماً.

إلى أن رنَّ هاتفي ، فإذا به اسمه “حبيبي ” ، كان تلك اللحظة ثاني أجمل لحظات حياتي بعد أن لبستُ خاتمه ،

ففتحتُ الإتصال وحاولتُ أن أتمالك نفسي كي لا أقول له ، اشتقت لك ، فقال لي :

لقد شرحت والدتكِ لي السبب الذي أزعجكِ مني ، وأنا أعتذر لما قلتُ على الرغم من أني لا أعتذر لأحد ، لكن لأني أحبكِ اعتذرت.

أيُّ حبٍّ وأنتَ تراني أشبه أنثى الدب تارة والفيلة بتارة أخرى؟!

فضحك قائلا : إنكِ فتاة جميلة ولا ينقصكِ سوى أن تقومي بتخفيض وزنك لتصبحي فائقة الجمال ،

لكي لا يزداد وزنك بطريقة لا تستطيعين السيطرة عليه ، أي لمصلحتكِ أيضاً.

كنت تستطيع الحديث معي بهذه الطريقة منذ البداية ، ولا داعي لتشبيهي بالحيوانات.

لن أعتذر مرة أخرى ، سآتي لمنزلكم الليلة وأعيد الخاتم.
بانتظارك.

حلَّقَ قلبي فرحاً ، وقفزت على الأرض كالطفلة الصغيرة ، وقررتُ من تلك اللحظة أن أقوم بعمل نظام غذائي صحي ،

وأقلل من كمية الطعام التي أتناولها لكي يزداد إعجابه بي ،

فإذا به أحضر معه علبة مليئة بالحلويات المصنوعة من السمن العربي ،

وطلب مني أن آكل أمامه طبقاً مليئاً كاعتذار منه على جرحه لي وبرغم قولي أني بدأتُ بنظام غذائي لكنه أصر قائلا :

ابدئي بالنظام الغذائي من الغد.

كان ذلك التصرف منه كفيلاً بجعلي أنسى كل ما حصل وغمر قلبي بالسعادة ،

وجعلني أوقن أنه استحقَّ حبي له ، لكن لم تكتمل فرحتي بعودتنا طويلاً ، حيث أنه تشاجَرنا بسبب ثاني أمرٍ قامَ بإصداره.

يتبع ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?