أحب مشاهد الزفاف
أحب مشاهد الزفاف وأحب أن أرى إثنين من البشر لا تربط بينهما قرابة أو صداقة أو صلة ،
وفي غضون أشهر وبكلمة واحدة يصبحان أقرب ما يكونا لبعضهما في أقدس وأعظم علاقة بشرية وجدت على الإطلاق.
أُحبُ أن أرى نظرات العروس الخجِلة وارتباكها الفَرِح ،
وأحِبُ أن أرى فستان الزفاف وباقة الورد ، وأن أشهد تشابك الأيدي لأول مرة فيتولد على إثره الكثير من السكينة ،
والكثير الكثير من الرحمة والأمان والوِد.
أحب ضحكات العريس المنتصر لأنه أخيرا بنى بيتا رغم كل المعوقات حوله ، وزغاريد الأهل لأنهم قد أنجزوا إحدى رسائلهم في الحياة.
أحب رُقى الجدات وتلاوتهن قصار السور على جِباه العروسين ،
وأُحبُ حديث الإمام عن قدسية الزواج ووصاياه للعريس بأن يستوصي بزوجته خيرا حفظًا لحديث رسول الله.
وللعروس بأن تتقي الله في بيتها لأنه ما من شيء أحب إلى الله من بيت مسلم أساسه التقوى.
أحب مشاهد الأهل والأحباب يكسوهم الفرح ، ونظرات كل عازب يغلفها يقين بأن بعد الصبر جبر.
وأحب لحظات وصول البيت بعد سنين من العسر واجهوه سويا فتحول إلى يسر ،
ودعوات الطيبين بالحب والبركة فَتَحِل سريعًا بالبيت ،
وهمس الأمهات في آذان بناتهن قبيل الرحيل بأن ينجحن في بناء بيت كما نجحن هن من قبل ،
لإكمال رسالة الله في تعمير وإصلاح الأرض.
أحب كل مشاهد الزواج ، وكل ما يمكن أن يرسم البهجة في قلب شخص ما ،
ولا أجد بهجة كتلك التي أراها على وجه والد يشعر أنه نجح أخيرا في إيجاد زوج صالح لابنته ،
وعلى وجه عريس يشعر أخيرا أنه إكتشف للتو أن الإنسان لم يخلق وحيدا بالفطرة ،
وإنما لكي يَأنَسَ ويُؤُنس به وها قد آن آوان أُنسه.