أحيانا تشتعل المشاكل بين الأزواج بسبب الحموات
في مكان ما كان هناك إمرأة تُحِبُّ أن تُملي على زوجها كل شيء ، كأن تُحَدِّدَ له كمية السكر والدهون والمنبهات التي يجب أن يتناولها ،
والثياب التي يرتديها ، وكان يتغاضى عن ذلك ، لأنه يراه من باب الاهتمام والحب ،
لحين تطورت الأمور معها ، وباتت تطلُبُ منْهُ أشياءاً لا داعي لها ، وربما تُسَبب له الضرَّرَ أحيانا.
فذات يوم مَرِضَ بالتهاب المرارة ، فطلبت منهُ أن يقوم بعملية استئصالٍ لها ، كي لا يعودَ ألمها.
لكن الطبيب أخبره بأن علاجه يقتصر على الدواء ، ولا داعي لاستئصالها ، وعندما أخبرها بكلام الطبيب قالت له :
يجب أن تفعل ما أقوله أنا وليس ما يقوله الطبيب.
لن أفعلها.
وعندما أخبرت أمها برفض زوجها ، وطلبت رأيها ، قالت لها :
لو أنه يحبكِ حقاً لأدركَ أنَّ طلبكِ من باب الحب والخوف عليه.
فغضبَت منه لأيام وانعزلت عنه بغرفة أخرى ، ورفضت كل محاولاته لإرضاءها ، وهي تتذكر كلام أمها.
وذات مرة ، وبسبب طبيعة عمله باستيراد اللحوم ، قالت له :
لماذا لا تستورد مواد التجميل عوضاً عن اللحوم.
هذا هو المجال الذي أفهم العمل به.
أريد منك أن تستورد مواد التجميل لأتفاخر بأنك تملأ خزانتي بالعلامات التجارية الأجنبية لكل مواد التجميل.
فضحك قائلا : يكفي أني أملأ ثلاجتكِ باللحوم الأجنبية.
فانتفضت قائلة : أريد مواد التجميل الأجنبية ، لذلك استوردها.
خذي نقوداً واشتري ما تشائين منها.
إقرأ أيضا: حكاية رجينة الجزء الأول
فقالت محتدة : لا أحب أن يكون اسمك تاجر لحوم ، بل أريد أن يكون اسمك تاجر مواد تجميل فهو شاعري أكثر ،
غير أنَّ كلها تدعى تجارة وبنطاق الاستيراد.
فرمقها قائلا : لكني أحب اللحوم ويعجبني اسم تاجر لحوم.
فأخبرت أمها برفضه ، وطلبت رأيها ، فقالت لها :
الرجل الذي يُحبُّكِ ، لو طلبتِ منه أي شيء حتى لو لم يكن منطقيَّاً ، يقوم بتنفيذه فقط لأجل إرضائك.
فغضبت منه لأسابيع وعاودت الإنعزال بغرفة أخرى ، وهي تتذكر كلام أمها.
إلى أن قالت له : أيعقل أننا في القرن الحادي والعشرين ، ويوجد به رجل يدعى شكيب.
فقال بدهشة : نعم يوجد فأنا شكيب.
فقالت : إذا غير اسمك فهو قديم ولا يواكب التطور.
إن أردتِ أن تناديني بيني وبينك باسم مختلف فلا مانع لدي.
فقالت محتدة : وما الذي سأستفيده من ذلك ، قم بتغيير اسمك في البطاقة الشخصية.
ولماذا كل هذه التعقيدات ، لا تدققي على هذه التفاهات.
فصرخت قائلة : هذا ثالث طلب رفضتَه لي والثالث ثابت.
فحَزَمَتْ أمتعتها ورحلَتْ لمنزل عائلتها ، بعد أن طلبت منه الطلاق ، وما إنْ دخَلَتْ المنزلَ حتى تعالى صراخها :
كاذب ، غشّاش ، كاذب ، غشّاش ، أريدُ الطلاق.
فاختَبَأتْ أمها في خزانتها ، وصُعِقَ والدها من قولها ، وحين سأل ابنته عن السبب ، قَصَّت له ما حدث ،
وأنَّ رفض زوجها لكل كلامها ، دليل على عدم حبه لها ، ثم أخبَرَته بكل كلام أمها الذي قالَتْه لها.
بعدما أنار عقل ابنته بكيفية التعامل مع زوجها ، وشرح لها ماذا يعني حب الزوج لزوجته ،
أخرَجَ زوجته من الخزانة ، وحَمَلَ العصا ، وقالَ لها :
يقولونَ أنَّ ضَرْبَ الحبيب مثلُ أكلِ الزَّبيب ، أعطني رأيكِ بهذه المقولة يا حبيبتي.
