أخبرني صديقي أنه يود تطليق زوجته
أخبرني صديقي أنه يود تطليق زوجته ، وأنها حاليا في بيت أهلها ولا يفكر في إعادتها للبيت ثانية.
أخبرني أنها مريضة ومهملة وغير مهتمة بنفسها ، وأنه قد ضاق ذرعا بالحياة معها.
كنت أستمع له كونه يعتبرني أخاه الأكبر أكثر من كوني مجرد صديق ،
فظل يحدثني بطريقة شعرت وكأنه يحاول إقناعي بالأسباب التي جعلته يخطو خطوة كهذه ،
فظل يشرح ويفسر ويلقي بالأسباب دفعة واحدة علي منتظرا فقط مني الموافقة على قراره ودعمه ،
وبما أني لم أفعل ، ظل يشرح ويتعمق أكثر ويخبرني أن أي شخص مكاني سيفعل الأمر نفسه وأن قراره صائب.
كنت أستمع له باهتمام باحثا عن سبب كبير يستدعي قرار الطلاق المباشر ، لكني لم أجد ،
كلها أعذار تحصل في أي بيت ضخمها عقله الباطني وظل يضخمها لي أيضا حتى أقتنع معه ،
ومع هذا لم يحصل ذلك أيضا ، بل وعكس ما توقعه ، نظرت إليه وخاطبته :
لا أعلم كيف تتكلم عن أم ابنك بكل هذا السوء!
التزم الصمت ولم يقل شيئا ، فواصلت كلامي :
أتعلم لماذا قلت لك هذا؟ لأنك ومن خلال كلامك بقيت تفتش على أخطاء وعيوب زوجتك حتى وإن كانت تافهة ،
ثم تقوم بتضخيمها حتى تقنع نفسك بتطليقها ، وبأنك لم تظلمها ،
لأن كمية الحقد التي تحملها كلماتك لزوجتك لا يحملها إنسان عاقل مثلك.
العاقل يسعى للإصلاح في كلامه وأفعاله مهما بدت أخطاء وعيوب زوجته كبيرة ،
والزوجة مهما تخطئ هناك أمور ستتعلمهم مع الأيام ، لهذا هي بحاجة دوما لفرصة حتى تتأقلم مع ظروفكما ، مع البيت وأشغاله ،
مع ظروف عملك ، وتربية الأطفال والعناية بهم.
هناك ظروف دوما تكون صعبة في البداية لكنها مع الأيام وبفضل تعاونكما تلين وتسهل.
إقرأ أيضا: سانتياجو صياد عجوز في الثمانينات من عمره
لكن أنت من خلال كلامك قد قطعت عليها كل السبل المتاحة ، وأخذتها لمنزل أهلها ورفضت كل دعوات الصلح بينكما ،
وهذا الفعل لا يبدر عن شخص عاقل يخاف الله مثلك ، لهذا أنا أشك بوجود إمرأة أخرى في حياتك.
حاول الإنكار وتضخيم أخطاء زوجته أكثر فأكثر ، ظل يتكلم بشكل متذبذب لا يثبت على رأي ،
فيلقي بالكلام بشكل عشوائي ، حينها تيقنت حقا وجود إمرأة أخرى في حياته.
استحلفته وذكرته بالله فاعترف أنه على علاقة مع إمرأة وأنه مغرم بها لدرجة أنه قد كره زوجته!
حينها اضطررت إلى اقتحام خصوصياته أكثر ، قلت له أتعلم لماذا كرهت زوجتك؟
ليس لأنها تستحق الكره ، بل لأن الاخرى جعلتك تكرهها ، وأنت السبب في ذلك ،
لعلك كنت تشتكي عيوب زوجتك بطريقة غير مباشرة للمرأة الأخرى على أساس أنك تكره صفات معينة في المرأة ،
ففهمت الأخرى أنها عيوب زوجتك ، فركزت عليها وجعلتك تظن أنها المرأة المثالية وأنها أحسن من زوجتك ،
مع أنك لو تزوجتها لحصل معها مثل ما يحصل الأن وربما أكثر.
تلك الفجوة التي خلقتها الظروف بينك وبين زوجتك ملأتها الأخرى ببراعة جعلتك لا ترى سواها ، لا ترى زوجتك وتعبها ،
ولا ترى مسؤولياتها وضغوطات الحياة عليها ، لا ترى أمنياتها وأحلامها وتضحياتها ،
لا ترى حتى كل ما حرمتها ظروفكما منه ومع هذا لازالت بجانبك ولم تتخل عنك.
حاول الإنتباه لكلام الأخرى وكيف تحاول بكل الطرق سرقتك من زوجتك وتشويه صورتها في ذهنك ،
وانتبه أيضا لما تقوم به زوجتك لإنقاذ زواجكما وحاول مساعدتها على ذلك.
وبقيت أذكره بهذا كل مرة حتى اتصل بي ذات ليلة قائلا : أخبرني كيف أصلح علاقتي مع زوجتي؟
إقرأ أيضا: عادت حليمة إلى عادتها القديمة
حينها أدركت اكتشافه لكل محاولات الأخرى في جذبه والسيطرة على نقاط ضعفه ،
وأنه يود استعادة زوجته بأي ثمن كان ، ليس هذا فقط ، بل الإعتذار منها على كل ما حصل ،
وبعد محاولاته للصلح عادت المياه لمجاريها مجددا ، ليس هذا فقط بل أخبرني مع الأيام أنه استعاد حبه لزوجته مجددا ،
فقد بات يراها كما يجب أن يراها ، وكما تستحق ،
وحتى هي اعتذرت منه على تقصيرها واتفقا على تخطي ظروفهما سويا ومواجهتها واللجوء لحظة الحاجة لله ،
ولمن يود الخير والصلاح لهما كلاهما ، والأهم هو الحوار الدائم بينهما بدل السماح للغرباء بتخطي أسوار بيتهما مجددا.