Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

أراد أحد الأمراء أن يتحقق من صحة ما قيل عن وجود قاض عادل

أراد أحد الأمراء أن يتحقق من صحة ما قيل عن وجود قاض عادل في إمارته ، لا يستطيع أحد من المحتالين خداعه.

فتنكر الأمير في زي تاجر ، وامتطى جواده ، وعند مدخل المدينة إقترب منه رجل كسيح يلتمس صدقة ،

فأعطاه فإذا الكسيح يتشبث بردائه.

إلتفت التاجر إلى الكسيح ، وسأله : ما الذي تريده بعد؟ ألم أعطك صدقة؟

وقال الكسيح : بلى ، ولكن إفعل معي معروفا ، وخذني إلى ساحة المدينة ، فأجابه إلى طلبه ، وأردفه خلفه.

وفي الساحة رفض الكسيح النزول عن ظهر الجواد ، فنهره التاجر قائلا : ما الذي يجلسك؟

هيا إنزل ، لقد وصلنا.

قال الكسيح : ولم النزول والجواد ملكي؟

وعندما إشتد بينهما النقاش ، تجمع الناس حولهما ، واقترحوا عليهما الذهاب إلى القاضي.

مضى الإثنان إلى القاضي ، وكان الناس متجمعين في المحكمة ،

والحاجب ينادي على المتخاصمين حسب الدور ، فاستدعى القاضى نجارا وسمانا ، كانا يتنازعان نقودا بيد النجار.

قال النجار : إشتريت من هذا سمنا ، وعندما أخرجت محفظتي لأنقده الثمن ،

إختطفها من يدي محاولا إنتزاع النقود ، وهكذا جئنا إليك ، يده على يدي ومحفظتي ،
ولكن النقود نقودي.

أما السمان فقال : هذا كذب.

جاء النجار إلي ليشترى سمنا ، وبعد أن ملأت له إبريقا كاملا ، طلب مني أن أفك له قطعة ذهبية ،

فأخرجت المحفظة ، ووضعتها على الطاولة فأخذها وأراد الهرب ،

فأمسكت به من يده ، وجئت به إلى هنا.

صمت القاضي ، ثم قال : أتركا النقود هنا واحضرا غدا.

إقرأ أيضا: رجلان حجا بيت الله الحرام

وعندما حان دور التاجر والكسيح ، قص التاجر ما حدث ، ثم أشار القاضي للكسيح أن يأتي بحجته.

قال الكسيح هذا كذب كله ، كنت ممتطيا جوادي في ساحة المدينة ،

أما هو فقد كان جالسا على الأرض فطلب مني أن أحمله ، فسمحت له بركوب الجواد ،

ونقلته إلى المكان الذي يرغب ، ولكنه لم يرد النزول ، وادعى ملكيته للجواد.

فكر القاضي ، ثم قال : أتركا الجواد عندي ، واحضرا غدا.

في اليوم التالي إجتمع المتخاصمون للإستماع إلى حكم القاضي ،

فتقدم النجار والسمان أولا لمعرفة الحكم قال القاضى للنجار : النقود ملكك ، ثم أشار إلى السمان قائلا :

أما هذا فاضربوه بالعصا خمسين مرة.

ثم استدعى الحاجب التاجر والكسيح ، فوقفا بين يدي القاضي لسماع الحكم.

فسأل القاضي التاجر : هل تستطيع معرفة جوادك من بين عشرين جوادا؟

قال التاجر : نعم.

فسأل القاضي للكسيح : وأنت ؟
فقال الكسيح : نعم.

ثم أخذهما القاضي إلى الإسطبل ، فأشار التاجر في الحال إلى جواده وقد ميزه من بين عشرين جوادا ،

وكذلك تعرف الكسيح على الجواد.

عاد القاضي إلى مكانه ، وقال للتاجر : الجواد جوادك فخذه ، أما الكسيح فاضربوه بالعصا خمسين مرة.

بعد أتنتهاء المحاكمة ذهب القاضي إلى بيته ، فسار التاجر خلفه ،

فالتفت القاضى إليه وسأله : ما الذي تريده؟ أم أنك غير راض عن قراري؟

أجاب التاجر : بلى ، ولكنى أردت أن أعلم كيف عرفت أن النقود ملك النجار وليست للسمان ،

وأن الجواد لي ، وليس للكسيح؟

قال القاضي : أما أمر النجار والسمان ، فقد وضعت النقود في قدح ماء ،

ثم نظرت اليوم صباحا إلى القدح لأرى ما إذا كان السمن طافيا على سطح الماء ،

فلو كانت النقود عائدة للسمان ، لكانت ملوثة بيديه الدسمتين ، ولطفا السمن في القدح ،

وأما معرفة مالك الجواد فكانت أصعب ، فالكسيح أشار مثلك في الحال إلى الجواد من بين عشرين جوادا ،

ولكنني لم أقدكما إلى الإسطبل لأرى ما إذا كنتما ستتعرفان على الجواد :

بل لأرى أيكما سيتعرف الجواد عليه ، عندما إقتربت أنت منه إلتفت برأسه ، ومده إليك ،

وعندما إقترب الكسيح إليه رفع أذنيه وقائمته مستنكرا ، وهكذا عرفت أنك صاحب الجواد.

فقال التاجر آنذاك : أنا لست تاجر ، بل أنا أمير البلاد جئت إلى هنا لأعرف حقيقة ما يقال عنك.

وها أنا أرى الآن أنك قاض حكيم ، فاطلب مني ما شئت لأكافئك به.

قال القاضي : أنا لا أحتاج مكافأة على أداء عملي بصدق وإخلاص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?