أراك تحس بالضعف فاقدا الدافعية إلى العمل ، نظرتك إلى نفسك مهزوزة ، أيامك تمر هباء ، قلقا من المستقبل.
لجأت إلى الأقرباء والأصدقاء من حولك ، شكوتَ لديهم همَّك ، أردتهم أن يرفعوا معنوياتك ،
فلم تجد مطلبك عندهم.
وسَّعْتَ دائرة بحثك فسألت البعيد والغريب ، ولم تجد الأمل عندهم أيضا.
أليس كذلك؟!
أصبحوا يتهربون منك ، لأنك لم تعد مصدر أُنسٍ لهم ، بل أصبحت بشكواك “مُمِلاً” بالنسبة لهم تزيد همهم هماً!
أليس كذلك؟
بل وجدت أن الكل مثلك! مهزوز من الداخل ، لكن الفرق أنهم يتصنعون السعادة ،
ويخدرون أنفسهم ويخافون من مواجهة مشاكلهم ! وأنت لم تعد تطيق.
عُدتَ من رحلة بحثك الطويلة وقد ازددْتَ هما! تتجاذبك المشاعر :
لماذا كسرتُ نفسي أمامهم؟ ماذا إستفدت من إظهار ضعفي لهم؟!
لقد خذلوني جميعا ، لم يساعدوني وأنا في حاجة إليهم!)
ثم عدت فقلت : لكنهم هم أيضا عندهم همومهم كما رأيت ، كيف يعينونني وهم ضعفاء من الداخل كما أنا ضعيف؟
هم مثلي بحاجة إلى جبر خواطرهم ورفع معنوياتهم.
أليس هذا الذي حصل معك؟
تريد نصيحتي ، بل توجيه ربك جل وعلا؟
ألستَ تقرأ في كل ركعة (وإياك نستعين) ، أي (لا نستعين إلا بك يا رب)؟ قلها صادقاً!
تريد نصيحة النبي صل الله عليه وسلم؟ (وإذا استعنت فاستعن بالله) ، بالله وحده ، لا بأحد غيره.
تريد نصيحة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام : (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) كما فعل يعقوب عليه السلام ، لا تَشْكُ إلى غيره.
إقرأ أيضا: التنمر المدرسي
حينئذ : (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) ، الله وحده كافيك.
توكل بصدق وإنقطاع رجاء من كل شيء إلا من الله وحده.
أتعلم ما سيحصل بعدها؟
سيمنحك الله الإرادة من جديد ، ويعطيك القوة من جديد ، ويُفَجِّر طاقاتك من جديد ،
وتصبح أنت منارةً لهؤلاء الذين طلبتَ عونهم بالأمس! قدوة لهم ، تحيي همتهم ، تجبر خواطرهم ، تُلهب حماستهم ،
وتدور عجلة الحياة من جديد!