Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

أرض الجن قصة قصيرة

أرض الجن قصة قصيرة

في القرن المنصرم شاعت قصة لم يصدقها عقل إنسان توارثتها الأجيال حتى وصلت لمسامعنا ،

ولكن الشيء الغريب حتى الأن لم تؤرخ تلك القصة في أي كتاب لنتأكد من صحة تفاصيلها ، إلا عبر ألسنة الأجداد.

تقول الرواية في قرية منعزلة عن العالم لم يطأ على أرضها إنس أو دابة منذ سنين حتى جاء اليوم الذي استعمرها بعض النازحون.

فعمروها رويدا رويدا حتى أصبح شعبها بالألاف.

ولكن العجيب أنه طيلة تلك السنوات التي تعمرت فيها الأرض حدث أمر غريب ومريب في نفس الوقت.

فعند كل اكتمال البدر وبالضبط في اليوم الموالي من منتصف النهار وفي عز الشمس المحرقة فجأة تغيم السماء ،

ويغشى الضباب ثم يخيم الظلام على كل أنحاء القرية.

فيسمع في عنان سمائها أصوات خافتة كهبوب الرياح وبعض الكلمات الغير مفهومة ، فيدب الخوف ما بين قلوب الأهالي.

منهم من يخرج إلى الساحات رافعين رؤوسهم نحو وجهة الأصوات ، ولكن دون جدوى.

لم يدركوا يوما من أين تأتي تلك الأصوات الخافتة المرعبة.

ومنهم من يفضل الإختباء في منازلهم حتى يزول الظلام.

وفي آخر النهار لا تسمع في تلك القرية سوى صدى كبير لصراخ ونواح بعض الأهالي على موت أولادهم الذين إزدادوا حديثا ،

ولا يعلم ما سبب وفاتهم.

وهكذا كلما ما ابتدر القمر يؤخذ بعده كل الأطفال الذين ولدوا في ذاك اليوم ،

ولكن رغم معاناة وخوف أهالي القرية إلا أنهم لم يستطيعوا الرحيل منها بسبب فقرهم وبعد القرى والمدن المجاورة إليهم ،

إلا البعض منهم الذين استطاعوا الفرار دون أن يلقوا حتفهم كالبقية في وسط الطريق.

إقرأ أيضا: قصة جوري الجزء الأول

وفي يوم من الأيام اجتمع أهل القرية وقرروا أن يضعوا حدا للموضوع ،

وتشاوروا فيما بينهم أن يأتوا بأكبر مشعوذ والذي يقطن منعزلا في احدى المناطق المجاورة لهم ،

رغم وعورة الطريق للوصول إليه حتى يكشف لهم ما هذه الظاهرة ، وما سبب وفاة الرضع بعد ولادتهم مباشرة ،

رغم أنهم في كامل صحتهم.

وفعلا بعد محاولات للوصول إليه نجح أخيرا بعض المتطوعين في جلب المشعوذ لقريتهم ،

فصدموا مما قاله لهم بعد أن ألقى تعاويذه على أرضها وأحضر بعض الجن المصادق لهم ليعرف منهم حيثياتها.

فأخبرهم أنهم على المحك وعليهم أن يرحلوا في أقرب وقت قبل أن يبيدهم الجن ،

فهم الأن يحقدون عليهم حقدا كبيرا ويكيدون لهم كيدا.

لأن الأرض ليست بأرض الأهالي منذ البداية إنما هي أرضهم يسكنون بها منذ قرون.

ووفاة الرضع هي إنذار لهم أن يتركوا أرضهم بسلام فهم كذلك لهم نسل من الجن لا يعد ولا يحصى ، يتأذوا أحيانا بسبب الإنس.

لذلك كانوا ينتقمون من الأهالي بهذه الطريقة المؤلمة.

كما أعلمهم كذلك أنهم فقط ينتظرون أن تكتمل الظاهرة التي ينتظرونها منذ مدة طويلة وقد اقتربت كثيرا.

وهي ظاهرة إجتماع القمر الأزرق والقمر العملاق وقمر الدم ، ثم يقومون بعملية الإبادة فورا على كامل سكان أرضهم بزعمهم.

ذعر أهل القرية مما سمعوه من المشعوذ ولم ينكروا له قولا ،

لأن الأحداث الغير منطقية التي تحدث على التوالي لأفراد قريتهم دون سبب يذكر هي أمارة أو رسائل من الجن.

فاختلط على الأهالي ما هو الصواب في اختيار قراراتهم.

إما أن يكملوا العيش على أرض الجن وينتظرون الغيب الغير معروف بالنسبة لهم ،

أو يرحلوا ولا ينتظروا عواقب الطريق ، ولكن كلا الحالتين نهايتها الموت.

لذلك قرر الجميع أن يبقى داخل القرية ، ولكن بعقد صفقة المشعوذ هو من يتبناها ما بين الأهالي والجن ، أن يعيشوا معا مسالمين ،

بشرط أن لا يؤذي أحدهم الآخر مهما كان.

وسيترك أهالي القرية بعض الأماكن الخالية ويسكن بها الجن بمفرده دون أن تطأ أقدام الإنس عليها.

وهكذا كان الإتفاق المنصوص عليه سابقا بالموافقة على كلا الطرفين.

وعاشت القرية بعدها بسلام وأمان دون مساس من الجن ، وسميت بعدها بأرض الجن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?