Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

أطفال الكرة الجزء الثاني

أطفال الكرة الجزء الثاني

الجدة : لا تتعب نفسك فصديقتها أخبرتني منذ شهور أن رئيس عملها تخلص منها بعد شجار حاد بينهما.

الأخ الأوسط بقلق : ماذا يعني تخلّص منها؟
قالت الجدة بلوم : يعني قتلها.
الأخوان التوأمان : لا أمي حيّة.

قالت الجدة بعصبية : توقفوا عن البكاء هي رحلت إلى الجحيم وانتهى أمرها ،

وعلينا إيجاد مصدر رزق لإكمال حياتنا المزرية ، وسنبدأ البحث بعد إنتقالنا لوسط البلد.

فأنا أحتاج لعلاج عاجل في المستشفى ، وحين نصل هناك أوظفكم كعمال في البقالات والمقاهي لتساعدوني بالمصروف ،

أما كرة القدم فانسوها تماما.

والآن إنهوا طعامكم بصمت وناموا باكرا فغدا ستساعدوني بتنظيف الكوخ قبل عرضه للبيع.

واستمرّ الحلم الغريب لكن هذه المرة إنتقلت المعلمة إلى الشقة العلوية مع الأطفال لتجد الجدة تعاتبهم بغضب :

هل أنتم سعيدون الآن الجيران إشتكوا لصاحب المبنى عن إزعاجكم المستمر بسبب لعبكم الكرة في غيابي.

ألا تفهمون أنني أموت بالسرطان ، متى ستكبرون وتتحمّلون المسؤولية ،

عليكم أن تفهموا أننا نعيش الآن في شقة ، وعلينا إحترام الجيران وإلا سنطرد في الشارع.

الولد الكبير : إذاً أعيدنا إلى الغابة؟
الجدة : لقد بعت كوخنا منذ سنة ألم تستوعب ذلك بعد؟

الولد الأوسط : لكننا ماهرون جداً بالكرة ، صدّقيني جدتي سنصبح من المشاهير حينما نكبر.

الجدة بعصبية : هذا إن لم أقتلكم أولا ، هاتوا الكرة هاتوها الآن.

الإبن الصغير باكياً : أرجوك لا ترميها من النافذة فنحن لا نملك ثمن غيرها.

قالت الجدة : إذاً سأخبّئها في غرفتي وإياكم البحث عنها في غيابي.

ثم تغير الحلم لتنتقل المعلمة إلى سيارة العجوز برفقة الأولاد السعداء بالعودة إلى منزلهم القديم في الغابة ،

لكنها شعرت بخوفهم فور نزولهم من السيارة وبقاء العجوز خلف المقود ،

إقرأ أيضا: أطفال الكرة الجزء الأخير

وهي تقول : لا أريد التشرد بالشوارع بسببكم فصاحب المبنى أعطاني إنذاراً أخيرا ،

وأنا وعدته بإنهاء مشاغبتكم هذا اليوم
ثم أدارت المحرك.

فسألها الصغير بخوف : أين تذهبين يا جدتي؟

الجدة بغضب : كبرتم كفاية للإعتناء بأنفسكم ثم رمت الكرة لهم خذوا كرتكم اللعينة والعبوا لآخر يوم في حياتكم أيها الفاشلين.

ثم قادت سيارتها المهترئة بعيدا بعد أن تركتهم وحدهم بجانب الغابة ،

فانهار التوأمان بالبكاء ، فلم يكن أمام أخاهم الأكبر المراهق سوى إلهائهم عما حصل ، فصفر بفمه معلنا مباراة جديدة.

وركضوا خلف الكرة باتجاه الغابة كما كانوا يفعلون قبل سنتين ،

وسرعان ما أصبحت اللعبة حماسية بحلول العصر قبل أن يقذف الأخ الأوسط الكرة بعيدا لتسقط فوق سكّة الحديد القريبة من المكان.

فذهب أخوه الكبير لإحضارها ، ليتفاجأ بإخوته يصرخون برعب إبتعد بسرعة.

فالتفت خلفه ليرى قطارا سريعا متجها نحوه
فرمى الكرة لهم وقبل هروبه علقت قدمه أسفل السكة.

فركض إخوته إليه في محاولة لإنقاذه لتتلطّخ وجوههم بدمائه في ثواني ،

وتجمّدوا في مكانهم من شدة الصدمة بعد رؤيتهم بقايا قدمه العالقة في السكة التي كانت آخر ما تبقى من جسد أخيهم الكبير.

وبمرور الوقت حاول الأخ الأوسط لمّلمة أشلاء أخيه المُبعثرة في كل مكان لدفنها بشكل لائق ،

لكنه انهار بعد تقيؤه وهو يبكي بمرارة وهنا عاد التوأمان إليه وهما يقولان بيأس بحثنا في الأرجاء لكننا لم نجد أحدا يساعدنا.

واقترب التوأم الآخر منه : أخي أرجوك دعنا نعود للكوخ قبل حلول المساء.

ورغم أن الأخ الأوسط لم يستطع جمع كل الرفات إلا أنه حفر سريعاً بيده لدفن الأطراف وبعض أجزاء أخيه الكبير.

ثم ذهب مُتثاقلا مع أخويه الصغيرين باتجاه كوخهم القديم ،

ووصلوا هناك قبل غروب الشمس ليجدوا كوخهم مهدما بالكامل وبعض أغراضهم القديمة مرمية بجانبه.

فأخذ التوأمان يبحثان عن شيء يأكلانه أر يشعلانه.

يتبع ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?