أعلم أن للشهر حرمة وأن الصيام فريضة قبل أن يكون شعيرة
أعلم أن للشهر حرمة وأن الصيام فريضة قبل أن يكون شعيرة ،
وأنَّ من اضطر لفطرِه فرضٌ عليه ألا يتخذ من ذلك رخصة للأكل في الكافيهات والشوارع والأماكن العامة.
وأن من واجبه أن يحترم نهار أيام رمضان فلا يساويها بأيامنا العادية.
أعلم كل هذا وليست هذه النقطة هي النقطة التي أعنيها الآن ،
وإنما أعني أنّ أصحاب الأمراض المزمنة قد يضطرون إلى الأكل والشرب بمنتصف الطرق والشوارع ،
قد تلمح فتاة تقف خجولة أمام مطعم لأنها بحاجة للطعام الآن وإلا قتلها السكري بعد دقائق.
وأخرى تقتني المياه من أقرب متجر فتشرب به وإلا قتلتها أمراض الكلى ،
إلى آخر هذه القائمة من الأمراض التي يجب أن نراعي أصحابها لا أن نزيد وطأة الألم عليهم.
فضلًا يا سيدي لا تستعرض سخافتك وسماجتك عليهن ،
سواء رأيت رجلًا مفطرًا في نهار رمضان فاسأل الله له بالشفاء أو الهداية.
وإذا رأيتَ سيدة كذلك فغض بصرك وكأنك ما رأيتَ شيئًا ،
قد تكون السيدة محجبة حجابًا كاملًا لكنك بكل سفاهة تلعن الحجاب لأن صاحباتِه مُفطرات بدون حياء في الشوارع ،
وقد يكون الرجل صاحب لحية وقرآن لكنك بجهل أيضا تسبُ أو تلعن أصحاب اللحى لأنهم مُفطرون في الشوارع دون مراعاة لنهار رمضان!
الحياة صعبة والظروف أحيانًا قاتلة ، وتقلبات الأقدار مرعبة فالتمس الأعذار لكل من عجزتَ عن إلتماس العذر له ،
واسأل الله ألا يختبرك في عافيتك وأن يحفظ لك صحتك وألا يحرمك أبدًا من صيام رمضان فيكتب عليك الفِطرَ فيه!