مقالات منوعة

أغرب معركة من حيث سرعة الحسم في التاريخ؟

أغرب معركة من حيث سرعة الحسم في التاريخ؟

ذهب مبعوث السلطان سليمان القانوني لأخذ الجزية من ملك المجر وزعيم أوروبا وقتها : فيلاد يسلاف الثاني.

وكانت المجر هي حامية الصليبية في أوروبا وقتها ، فقام بذبح رسول سليمان القانوني بإشارة من البابا في الفاتيكان ،

فقد إستعدت الكنيسة وأوروبا جيدا.

فجهز سليمان القانوني جيشه ، وكان عبارة عن 100 ألف مقاتل ، و350 مدفع ، و800 سفينة.

وحشدت أوروبا جيشها ، وكان عدده 200 ألف فارس ، منهم 35 ألف فارس مقنع كاملا بالحديد.

سار سليمان لمسافة حوالي 1000 كيلو ، وفتح معظم القلاع في طريقه لتأمين خطوط إنسحابه ، لو حدثت هزيمة لا قدر الله ،

واجتاز بقواته نهر الطولة الشهير ، وانتظر في وادي موهاكس ، جنوب المجر ، وشرق رومانيا ،

منتظرا جيوش أوروبا المتحدة بقيادة فيلاد والبابا نفسه.

كانت مشكلة سليمان التكتيكية هي كثرة فرسان الرومان والمجر المقنعين بالحديد.

فتلك الفرسان لا سبيل لإصابتهم بالسهام أو الرصاص أو المبارزة ، لتدريعهم الكامل ،
فماذا يفعل؟!

صلى الفجر ، ووقف قائلا لجنوده وهم ينظرون لجيوش أوروبا المتراصة ، التى لا يرى الناظر آخرها ، قائلا لهم بصوت باكٍ :

إن روح النبي محمد تنظر إليهم بشوق ومحبة ، فبكى الجنود جميعا واصطفّ الجيشان.

إعتمدت خطة سليمان على الآتي :

وضع تشكيل جيشه بطريقة 3 صفوف على طول 10 كم.

ووضع قواته الإنكشارية في المقدمة ، وهم الصفوة ، ثم الفرسان الخفيفة في الصف الثاني ، معهم المتطوعة والمشاة ،

وهو والمدفعية في الصف الأخير.

وهجم المجريون عقب صلاة العصر على حين غرة ، فأمر سليمان قوات الإنكشارية بالثبات والصمود ساعة فقط ، ثم الفرار.

وأمر الصف الثاني الفرسان الخفيفة والمشاة بفتح الخطوط والفرار من على الأجناب ، وليس للخلف.

وبالفعل صمدت الإنكشارية الأبطال ، وأبادت قوات المشاة الأوروبية كاملة في هجومين متتاليين ،

1 3 4 10 1 3 4 10

بقوات بلغت عشرين ألف صليبي في الهجمة الواحدة.

وانقضَّت القوة الضاربة للأوربيين وهي قوات الفرسان المقنعة بالكامل ، ومعها 60 ألفاً آخرين من الفرسان الخفيفة.

إقرأ أيضا: أمنيات أهل النار

وحانت لحظة الفرار وفتح الخطوط وانسحبت الإنكشارية للأجناب وتبعتها المشاة.

وأصبح قلب الجيش العثماني مفتوحا تماما ،
ودخلت قوات أوروبا بقوة 100 ألف فارس مرة واحدة نحو قلب القوات العثمانية!

فماذا كانت الكارثة!

أصبحوا وجها لوجه أمام المدافع العثمانية مباشرة على حين غرة ،

والتي فتحت نيرانها المحمومة وقنابلها عليهم من كل ناحية ، ولساعة كاملة إنتهى الجيش الأوروبي!

أصبح من التاريخ!

وحاولت القوات الأوروبية في الصفوف الخلفية الهرب لنهر الطولة فغرقوا وداسوا بعضهم البعض ،

فغرق الآلاف منهم تزاحما ، وسقط الفرسان المقنعين ، بعد أن ذاب الحديد عليهم من لهب المدافع!

وأراد الجيش الأوروبي الإستسلام. ،
فكان قرار سليمان الذي لن تنساه أوروبا له حتى الآن وللأتراك العثمانيين وتذكره بكل حقد :

لا أسرى!
وأخذ الجنود العثمانيون يناولون من يريد الأسر من الأوروبيين سلاحه ليقاتل أو يذبح حيا!

وبالفعل قاتلوا قتال الميئوس واليائس.

وانتهت المعركة بمقتل فيلاد ، والأساقفة السبعة الذين يمثلون المسيحية ، ومبعوث البابا ، وسبعون ألف فارس.

ورغم هذا ، تم أسر 25 ألفا كانوا جرحى!

وتم عمل عرض عسكري في العاصمة المجرية من قبل العثمانيين ، وقبَّل الجميع يد سليمان تكريما له ،

بما فيهم الصدر الأعظم ، ونظم شئون الدولة ليومين ورحل.

وانتهت أسطورة أوروبا والمجر ، وجيوشهم.

العثمانيين خسروا 1500 شهيدا ، وجرح 3000 آلاف ، والجيش في كامل قوته لم يُستنزَف أبدا!

ملحوظة :
هذه المعركة أغرب معركة في التاريخ ، من حيث سرعة الحسم ،

وما زالت تثير تساؤلات وإستهجان وحقد ودهشة البعض من المؤرخين الأوربيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?