أقوال من ذهب للإمام ابن القيم

أقوال من ذهب للإمام ابن القيم :

من عشق الدنيا نظرت إلى قدرها عنده فصيرته من خدمها وعبيدها وأذلته ،

ومن أعرض عنها نظرت إلى كبر قدره فخدمته وذلت له.

أغبى الناس من ضل في آخر سفره وقد قارب المنزل.

إضاعة الوقت أشد من الموت ، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة ، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.

الدنيا مجاز والآخرة وطن ، والأوطار إنما تُطلب في الأوطان.

من تصور زوال المحن وبقاء الثناء هان الإبتلاء عليه ،

ومن تفكر في زوال اللذات وبقاء العار هان تركها عنده ، و ما يلاحظ العواقب إلا بصر ثاقب.

إن في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ، وعليه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته ،

وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته ، وفيه قلق لا يسكنه إلا الإجتماع عليه والفرار منه إليه ،

فيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ،

وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب ، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته ودوام ذكره والإخلاص له ،

ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبداً.

إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمل الله سبحانه حوائجه كلها ، وحمل عنه كل ما أهمه ،

وفرغ قلبه لمحبته ، ولسانه لذكره ، وجوارحه لطاعته ،

وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمله الله همومها وغمومها وأنكادها وكله إلى نفسه ،

فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق ، ولسانه عن ذكره بذكرهم ، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم ،

فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره ، كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره ،

فكل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بل بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته.

من أساء إليك ثم جاء يعتذر عن إساءته ، فإنّ
التواضع يُوجب عليك قبول إعتذاره حقا كان أو باطلا ، وتكل سريرته إلى الله.

من لاح له كمال الآخرة هان عليه فراق الدنيا.

إقرأ أيضا: وصف ابن القيم رحمه الله للجنة

ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب.

مخالفة الأمر أعظم من عمل المنهي عنه ، إن ذنب إرتكاب النهي مصدره في الغالب الشهوة والحاجة ،

وذنب ترك الأمر مصدره في الغالب الكبر والعزة ، ولا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر ،

ويدخلها من مات على التوحيد وإن زنا وسرق‏.‏

اذا أردت أن تعلم ما عندك وعند غيرك من محبة الله فانظر محبة القرآن من قلبك.

إن العبد ليأتي يوم القيامة بسيئات أمثال الجبال ، فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله تعالى.

لا يجتمع الإخلاص في القلب ، ومحبة المدح والثناء. ،

إنما يقطع السفر ويصل المسافر بلزوم الجادة وسير الليل فإذا حاد المسافر عن الطريق ونام الليل كله فمتى يصل إلى مقصده؟

أعلى الهمم همة من إستعد صاحبها للقاء الحبيب.

كن في الدنيا كالنحلة إن أكلت أكلت طيبا وإن أطعمت أطعمت طيبا وإن سقطت على شيء لم تكسره ولم تخدشه.

البخيل فقير لا يؤجر على فقره.

من إستطاع منكم أن يجعل كنزه في السماء حيث لا يأكله السوس ولا يناله السراق فليفعل فإن قلب الرجل مع كنزه.

إذا رأيت الرجل يشتري الخسيس بالنفيس ويبيع العظيم بالحقير فاعلم أنه سفيه.

من تفكر في عواقب الدنيا أخذ الحذر ، ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر.

قسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة : الأكل والنوم والكلام والمخالطة.

رضا الناس غاية لا تدرك ورضا الله غاية لا تترك ، فاترك ما لا يدرك وأدرك ما لا يترك.

النعم ثلاث : نعمة حاصلة يعلم بها العبد ، ونعمة منتظرة يرجوها ، ونعمة هو فيها لا يشعر بها.

قلّة التوفيق وفساد الرأي ، وخفاء الحق وفساد القلب وخمول الذكر ، وإضاعة الوقت ونفرة الخلق ،

والوحشة بين العبد وبين ربّه ، ومنع إجابة الدعاء ، وقسوة القلب ، ومحق البركة في الرزق والعمر وحرمان العلم ،

إقرأ أيضا: مريم يا مريم كيف مررت بكل هذا؟

ولباس الذل وإهانة العدو وضيق الصدر ، والإبتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت وطول الهم والغم وضنك المعيشة ،

تتولّد من المعصية والغفلة عن ذكر الله ،

كما يتولّد الزرع عن الماء والإحراق عن النار وأضداد هذه تتولّد عن الطاعة ومن خلقه الله للنار لم تزل هداياها تأتيه من الشهوات.

إذا إستغنى الناس بالدنيا فاستغني أنت بالله ، وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله ، وإذا أنسوا بأحبابهم ، فاجعل أنسك بالله ،

وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم ، وتقربوا إليهم ، لينالوا بهم العزة والرفعة ،

فتعرف أنت إلى الله ، وتودد إليه ، تنل بذلك غاية العزة والرفعة.

للعبد ستر بينه وبين الله ، وستر بينه وبين الناس ،

فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس.

للعبد ربٌ هو ملاقيه ، وبيت هو ساكنه ، فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه ،

ويعمر بيته قبل إنتقاله إليه. من خلقه الله للجنّة لم تزل هداياها تأتيه من المكاره.

الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة ، فكيف بغم العمر؟

خراب القلب من الأمن والغفلة.

محبوب اليوم يعقب المكروه غدا ، ومكروه اليوم يعقب راحة غدا.

من عرف نفسه إشتغل بإصلاحها عن عيوب الناس.

المخلوق إذا خفته إستوحشت منه وهربت منه ، والله تعالى إذا خفته أنست به ، وقربت إليه.

لو كَشف الله الغطَاء لِعبده وأظهر له كيف يُدبّر له أموره وكيف أن الله أكثر حرصاً على مصلحة العبد من نفسه وأنه أرحم به من أمّه ،

لَذاب قلب العبد محبة لله ولتقطّع قلبه شُكراً لله.

إقرأ أيضا: قصة سيدنا إسحاق عليه السلام

مثال تولد الطاعة ونموِّها وتزايدها كمثل نواة غرستها ، فصارت شجرة ، ثم أثمرت ، فأكلتَ ثمرها ،

وغرستَ نواها ؛ فكلما أثمر منها شيء جنيت ثمره ، وغرست نواه ،

وكذلك تداعي المعاصي فليتدبر اللبيب هذا المثال فمن ثواب الحسنةِ الحسنةُ بعدها ، ومن عقوبة السيئة السيئةُ بعدها.

ليس العجب من مملوك يتذلل لله ، ولا يمل خدمته مع حاجته وفقره ، فذلك هو الأصل ،

إنّما العجب من مالك يتحبب إلى مملوكه بصنوف أنعامه ، ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه.

أخرج بالعزم من هذا الفناء الضيق ، المحشوِّ بالآفات إلى الفناء الرحب ،

الذي فيه ما لا عين رأت ، فهناك لا يتعذر مطلوب ، ولا يفقد محبوب.

أوثق غضبك بسلسلة الحلم ، فإنّه كلب إن أفلت أتلف.

محب الدنيا لا ينفك من ثلاث : همّ لازم ، وتعب دائم ، وحسرة لا تنقضي.

Exit mobile version