نحو حياة أفضل

ألا تلاحظ أنك تردد نفس الكلمات منذ أن بدأت

️ألا تلاحظ أنك تردد نفس الكلمات منذ أن بدأت ، ونفس الردود تقال لك من أول العام؟

في حين أنه في الوقت الذي تصيح فيه ؛ غيرك يعمل ويمر بما تمر به ، وربما أصعب ،

لكنه يتحامل ، ويحاول ثانية ، ويعلم أنه يُؤجَر ، وأن {اللَّهَ يَرَىٰ}.

فالعبرة ليست في الكواليس التي تضخم في أهميتها دائما ، العبرة في المشهد الأخير (النتيجة).

لأن الكواليس لن تشفع لك أبدا حتى أمام أهلك ، رغم أنهم أقرب الناس إليك.

لن ينتبه لك ، ولن يشير إليك أحد إلا بعد نجاحك ، فلا تنتبه لأحد وأنت تحاول.

ولكن إحتسب ، أخلِ ، أصدق ؛ والله تفلح.

النتيجة التي تأتي بعد أن تتعب وتبذل ما في وسعك واستطاعتك ، تمدك بشعور الرضا حتى لو لم تردها ،

لكنك راض ، ولست بنادم ؛ لأنك لم تقصر ، وفعلت ما كُلِّفتَ به ، ويكفيك أنك لن تقول “يا ليت” ؛ لأن الندم أصعب شعور وقتها.

هناك أناس لا تعلم عنهم شيئا ، أناس يعملون في صمت ، لا يسمع خطواتهم أحد ،

فقط يعلنون الوصول ، أناس أتقياء يعملون في الخفاء ، ستصدم في آخر العام ، أهؤلاء كانو معي حقا.

ستجدهم قد وصلوا لما أرادوا ، أو لما اختاره الله لهم ، وفي كامل رضاهم وسلامهم النفسي ،

ستجد ندوبهم تُرمَّمُ حينها برضاهم ، وتكليل تعبهم بالوصول.

إبدأوا ، حاولوا ، ستصِلون.

هذه الأيام أيام غرفتك ، كتبك ، سجادتك ، مصحفك.

لا تغرَّنَّكم الأماني ، لا تتمنَّ كثيرا ، بل إعمل.

باشر عملك وأنت تعاني الصداع ، وأنت مريض ، وأنت تبكي ، إعمل ؛ فأنت تؤجر على كل هذا.

كل هذا تحت مسمى السعي ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ﴾ ؛ ليس إلا ما فهم ، ولا إلا ما قرأ ، لا ، {إِلَّا مَا سَعَىٰ}،

إنكبابك على الكتاب بلا حافز ، دموعك ، سهرك ، تفكيرك ، تعبك ، نفقتك ، حضورُكَ دروسك ، أو حتى إستماعك لها ؛ كله سعي.

لا تضيع وقتك في سماع تحفيز كثير وأنت تعلم أنك من أول عامك لم تبذل جهدك ،

1 3 4 10 1 3 4 10

ليس التحفيز المؤقت ما سيجعلك تعمل ، وأنت تعلم هذا ؛

بل صِدق العمل ، والإخلاص فيه ، وتجديد النية ، ووجود الهدف ؛ هو ما يحفزُك للعمل ، ليس هذا فحسب ؛

إقرأ أيضا: كنت في رحلة الحج منذ ما يزيد على خمسة عشر عاما

بل ويجعلك تستمر فيه ، ولا تنس الغاية الأساسية الجنَّة ، فجدد دائما النية ، وراقب قلبك.

كما أن العبرة ليست في الدمعة التي تسيل وأنت تسمع قصة نجاح أحدهم ،

العبرة صدقا في الدموع التي ستسيل وأنت تروي قصة نجاحك وتكليل مسعاك.

قُم وقاوِم ، فالأُمَّة تحتاجك ، “فمَن للأمة الغرقى إذا كنَّا الغريقين.

️سلِ الله أن يقصم منك الفتور ، ويعينك على سدِّ الثغور.

️سَلْهُ أن يقصِم منك الرياء ، ويَقسِمَ لك من الحياء.

إجعل هذه آخر رسالة تقرأها وتَكُف عن الصياح من بعدها ،

خذ عهدا أن تبدأ من اليوم ، واجعل شعارك ،

“لئن أدركت ليرين اللّٰه ما أصنع”.

دعكَ من سؤال : هل سأصل؟

لو بدأت وأدركت واستدركت ؛ ستصل ، لو صدقت ؛ ستفلح.

اغرس فسيلتك “واستعن باللّٰه ، ولا تعجز ، واحرص على ما ينفعك”.

رزقنا الله وإياكم علو الهمة ، والصبر على طلب العلم.

وتذكروا ، اللّٰه اللّٰه في الإخلاص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?