مقالات منوعة

ألقى بي أحدهم داخل زجاجة وأخبرني أن هذا المكان هو الأمان

ألقى بي أحدهم داخل زجاجة وأخبرني أن هذا المكان هو الأمان ،

وثقت به وجعلته يغلق عليّ فوهتها ،
تركني كثيرا ولكنه كان دوما يُلقي عليّ نظرة ويطمئنني أنه سيعود قريبا ليخرجني منها.

وبرغم وعده لي بالأمان ، كان هناك هاجسا مخيفا يأتيني بين حِين وآخر ليخبرني أن ما من أمان بعد ذلك ،

وأنه يجب عليّ أن أكسر عنق هذه الزجاجة وأهرب منها.

وبالفعل بدأت الترجل خارجها ولكنني لم أكن أملك شيئا ليساعدني للصعود إلى عنقها.

تخبطت كثيرا بين زواياها ، بكيت كثيرا بصوت عالٍ لأستغيث ،

لكن صوتي كان محبوسا مثلي ، فمن سينظر داخل زجاجة ويعرف أنني بها رهينة؟

إيماني بأن كل شيء زائل وأن الأقدار تتبدل ، جعلني دوما أعافر.

إلى أن أخيرا إلتفت إليّ أحدهم وسألني ماذا أفعل هنا ومن هذا الذي إستطاع أن يحبسكِ داخل هذه الزجاجة؟

أخبرته أنه من وثقت به ، هو من أودعني هنا وأوهمني أنه أماني.

ترجيته أن يحررني من عنق الزجاجة ويأخذني خارجها لأبدأ من جديد وأترك خيباتي بها.

وبالفعل قام بكسرها ليحررني ولكن دون أن يقصد ، جرحني الزجاج المنثور وشوه معالم وجهي وجسدي.

لكنني لم آبه لهذه الجروح والدم الذي كان ينزف مني ، فما همني غير خروجي وحريتي.

وتعلمت ممن حبسني في الزجاجة أن الأمان لا يوجد بين البشر ،

وعلمني من كسر الزجاجة وأخرجني أن ما من دروس في الحياة إلا ولها ندوب باقية على أجسادنا.

فكل منّا شَهِد على زجاجته التي حُبس داخلها ، وكل منّا شهد على خروجه منها محمّلا بالندوب والعلامات.

إقرأ أيضا: بعد ست سنين زواج ولدت أول طفل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?