أمام قاعة المحكمة جلست تنكس رأسها كمن ينتظر حكم الإعدام ، تقضم شفتيها مغمضة العينين لتكتم تلك الدموع التي تحارب مآقيها باستماتة حتى تتحرر.
لكنها فتحتهما فجأة عندما شعرت بطيفه ، رفعت رأسها بوهن لتجده يطالعها بحزن أدمى قلبها ،
جلس على ركبتيه أمامها قائلا بانكسار : أنا متأكد أنك لست سعيدة بما سيحدث بعد دقائق ،
أرى في محياك عشقا لي كما كان لأول مرة ، لم يفت الأوان بعد ، لنتراجع عن هذا الجنون ونعد لمنزلنا الصغير الدافئ.
لا ، هذا العشق لا يشبه ذاك في شيء ، فمن كنت أكن له تلك المشاعر المقدسة لا يمت لمن يجلس الآن أمامي بأي صلة ،
الحب وحده ليس كافيا ليجعلني أتحمل قسوتك وجحودك.
ألم تعاهديني على تحمل كل شيء في سبيل البقاء معا؟!
أجل فعلت ، وعدتك أن أتحمل أي شيء في سبيل البقاء بجوارك ، لكن وأنت تشد من أزري وتمنحني القوة ،
لا أن تكون قسوتك هي ما علي مواجهته ، تسألني عن الوعود؟!
ماذا عن وعدك لي بأن تميط كل ما بقلبي من حزن وزرع الفرحة بدلا عنه ، أتدري؟!
في أول مرة طالتني صفعاتك القاسية قتلت محبوبي بداخلي ، فبت لا أراك سوى مسخا مجردا من كل المشاعر ،
لكني تنازلت وسامحتك ، قلت في نفسي ربما كانت لحظة ضعف انتابت قلبه ،
هي مجرد هفوة ورحت أحيك الأعذار بدمي ودموعي ، لكن ذلك لم يزدك سوى كنودا وتجبرا.
لكني أحبك.
القلب الذي يحب لا مكان للقسوة فيه ، القلب الذي يحب لا مكان للشك فيه ،
إياك وأن تسميها غيرة ، فالغيرة دليل الحب أما الشك فقاتله.
إقرأ أيضا: يحدث ليلا في شقة الطلبة الجزء الأول
لنحاول من جديد ، أعدك ، أعدك أني سأتغير ، سأعيد لك محبوبك من جديد ،
سنبتعد عن هذا المكان ، سنرمم كل ما ألحقناه من شروخ في علاقتنا.
أجابته بينما تهم بالدلوف للقاعة : في كل مرة تذيقني من كؤوس قسوتك كنت أمنحك بعدها فرصة ،
لم أكن ألفظها بلساني لكن عيناي كانت تقولها ، لو كان في قلبك عشق لي لفهمت ، لكنك ظننت أني متاحة دوما.