أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
شخصية تحولت من النقيض للنقيض ، من رجل يبغض الإسلام والمسلمين ، لرجل امتلأ قلبه بالإيمان ،
ومثلما كان قويا قبل إسلامه ، ازداد قوة بعد إسلامه.
الفاروق أمير المؤمنين ثاني الخلفاء الراشدين (عمر بن الخطاب)
ولد أمير المؤمنين سنة ٤٠ قبل الهجرة ، والده (الخطاب بن نفيل بن عبد العزى) والدته (حنتمة بنت هاشم بن المغيرة) ،
أشقاؤه (زيد) و(فاطمة) وتلك الأخيرة كانت السبب الرئيسي في دخوله للاسلام.
زوجاته :
قريبة بنت أبي أمية
أم كلثوم مليكة بنت جرول
زينب بنت مظعون
جميلة بنت ثابت
عاتكة بنت زيد
أم حكيم بنت الحارث
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب
ذريته :
عبيد الله
زيد الأكبر
زيد الأصغر
عبد الله
حفصة
عبد الرحمن الأكبر
ابو شحمة عبد الرحمن الأوسط
عبد الرحمن الأصغر
عاصم
عياض
فاطمة
رقية
ولد (عمر) بعد ولادة أشرف الخلق بثلاث عشرة سنة ، أبيض البشرة تعلوه حمرة ، حسن الخدين ، أصلع الرأس ،
ذو لحية مقدمتها طويلة وتخف عند العارضين ، طويل القامة ، ذو بنيان جسدي قوي ،
ويقال أن لون بشرته تبدلت للاسمرار في عام الرمادة بسبب تناوله للزيت والخبز المقدد.
نشأ في قريش ، تعلم القراءة وهو ما جعله من فتيان قريش المميزين ، عمل راعي للإبل منذ صغره ،
حيث كان يرعى لوالده وخالاته من بني مخزوم ، تعلم المصارعة والفروسية منذ صغره ،
كما أنه كان دائم الذهاب لسوق عكاظ فتعلم التجارة ، وأصبح من أغنياء مكة ،
حيث كان يذهب في الصيف لبلاد الشام ولليمن في الشتاء ،
كما كان سفير لقريش ومبعوثا رسميا لها ، في حالة وقوع حرب بينها وبين أحد القبائل الأخرى.
مع بداية دعوة سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم ، كان (عمر) من ألد أعداء الإسلام ،
حيث امتاز بغلظة القلب والقسوة الشديدة على كل من كان يعلم بإسلامه ،
إلا أنه كان يتعجب من ثبات المسلمين على موقفهم بالرغم من العذاب الشديد الذي يلاقونه ،
إلا أن انتمائه وحبه الكبير لقريش دفعه للخوف على أنه يمكن أن يؤدى انتشار الإسلام لحدوث فرقة وانقسام بين أفراد القبيلة ،
إقرأ أيضا: اضاءات من حياة الخليفة العابد الزاهد عمر بن عبد العزيز
فاتخذ قراره بضرورة قتل أشرف الخلق صل الله عليه وسلم ، حتى ينتهى ذلك الأمر ،
وما دفعه للتفكير في ذلك الأمر هو ما فعله(حمزة بن عبد المطلب) مع أبو جهل خال (عمر) ،
بعدما رأى أنه قد أصيب في كرامته ويجب أن يرد الصاع صاعين.
فأمسك بسيفه وخرج غاضبا متجها لبيت رسول الله صل الله عليه وسلم ،
وبينما هو في طريقه لقيه (نعيم بن عبد الله القرشي) ، فسأله إلى أين هو ذاهب ؟
أخبره (عمر) بنيته في قتل أشرف الخلق ، فحدثه (نعيم) بأنه من الأولى أن يرجع إلى أهل بيته فهم أولى بغضبته ،
وأخبره بإسلام أخته(فاطمة) وزوجها(سعيد بن زيد) ابن عمه ، فاتجه إليهم والشرر يتطاير من عينيه.
إسلام عمر
ما أن وصل (عمر) لبيت أخته ، حتى وجد (خباب بن الأرت) جالسا معهما هي وزوجها يعلمهما القرآن ،
فما كان منه إلا أن ضرب (سعيد) بعنف ، واستدار لأخته فضربها بقوة على وجهها ،
فسقطت منها صحيفة كانت تحملها ، وحينما أراد (عمر) قراءة مافيها ، أبت أخته أن يلمسها حتى يتوضأ ،
فتوضأ وأمسك بالصحيفة وبدأ في قراءة سورة طه.
ما أن انتهى من القراءة حتى اهتز من داخله وخاطب نفسه بأن هذا ليس بكلام بشر ،
فخرج من بيت أخته قاصدا دار (الأرقم بن أبي الأرقم) التي كان يجتمع فيها النبي بالصحابة ليعلمهم أمور دينهم.
ما أن علم الصحابة بقدومه حتى شعروا بأن هناك أمر جلل على وشك الحدوث.
دخل (عمر) عليهم فنهض أشرف الخلق صل الله عليه وسلم وأمسك بكتفيه وخاطبه قائلا :
أما أن لك أن تسلم يابن الخطاب؟
حيث كان رسول (الله) صل الله عليه وسلم يدعوا (الله) بأن يعز الإسلام بأحد العمرين ،
عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام – فما كان من (عمر) إلا أن نطق الشهادة ، فتعالت أصوات الصحابة بالتكبير.
وبعد قليل سأل رسول (الله) صل الله عليه وسلم ، ألسنا على حق وهم على باطل – يقصد قريش-
فأجابه أشرف الخلق بأنهم على الحق ، فما كان من (ابن الخطاب) إلا أن قال ( إذا ولما الإختباء).
إقرأ أيضا: جاء رجل إلى الحسن البصري
ليخرج المسلمين بعدها في صفين واحدا يتقدمه(عمر بن الخطاب) بينما كان (حمزة بن عبد المطلب) على رأس الثاني ،
يتوسطهم رسول الله صل الله عليه وسلم ، وقاموا بالطواف حول الكعبة ،
لتظهر بعدها رسالة الإسلام للنور والعلن بعدما ظلت في السر لثلاثة أعوام قبل إسلام(عمر) ،
وليكون هو الصحابي رقم ٤٠ الذي يدخل للإسلام ، ومن يومها أطلق سيد الخلق عليه لقب الفاروق.
بعد إسلامه أصبح المسلمين يشعرون بالأمان بعدما اطمأنوا أنه أصبح هناك من سيدافع عنهم ،
وأصبحوا يطوفون بالكعبة بلا خوف من تعرضهم للأذى ، فبعد إسلام (عمر) استراحت قلوبهم وهدأت.
الهجرة للمدينة
أمر أشرف الخلق صل الله عليه وسلم ، المسلمين بالهجرة إلى يثرب بعدما أتاه وفد من أهلها وعاهدوه على الأمان ودعوه أن يسكن مدينتهم ،
وقد كان وهاجر معظم المسلمين سرا خوفا من اعتداء قريش عليهم ،
إلا (عمر) فقد لبس سيفه وحمل قوسه ، وذهب للكعبة فطاف بها سبع أشواط ، ثم صلى ،
وبعدما فرغ من صلاته نظر للمشركين الذين كانوا يشاهدون ما يفعل ولم يجرؤ أحدهم على الاقتراب منه.
فخاطبهم قائلا : شاهت الوجوه، من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده أو يرمل زوجته فليلقيني وراء الوادي.
فلم يجرؤ أحد على الخروج خلفه لإيقافه ، وصل (عمر) للمدينة برفقة عشرين شخص من قومه ،
ونزلوا في قباء عند (رفاعة بن عبد المنذر الأوسي).