مقالات منوعة

أولادنا يكبرون جسما ويصغرون دينا

أولادنا يكبرون جسما ويصغرون دينا يأكلون طعاما ، ويجوعون حبا.

الزمان الآن لم يعد كسابقه ،
ففي اليوم الذي تغفل فيه عن ولدك ، يهجم على عقله ألف فكرة خاطئة.

وعلى عينيه ألف ألف مقطع سيء وعلى وقته ألف ألف شاغلٍ وشاغل بالشر عن الخير!

فكيف بمن يغيبون شهوراً وسنيناً دون نصيحة ، أو جلسة تربية وإرشاد ؟!

أيها الآباء والأمهات :
لا حاجة لأولادكم في الثوب الجديد ، أو المصروف الكبير ، أو الميراث الوفير ،

إذا لم تؤسسه بحضورك على حب الله ومراقبته ، وتكتشف مواطن الخير فيه ،

فتتعهدها وتنميها ، وتعرف مكامن الشرِّ في نفسه فتنتزعها وتنقيها.

لا تعتذروا بضيق أوقاتكم ، فتكونوا كمن يضحك على نفسه ، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يفتحون العالم ،

ثم يعودون إلى أولادهم فيفتحون قلوبهم ، ويُحسِنون تربيتهم ، ويورثونهم دينهم وأخلاقهم.

لا تعتذروا بوجود أحدكما فقط ، فالرجال بصمات ، وللنساء لمسات ، ولا غنى للولد عن كليهما.

لا تعتذروا بالسعي على أرزاقهم ، فبئس الرزق ذلك الذي يقدم للأمّة أجساماً معلوفة ، وأخلاقًا مهلهلةً ضعيفة.

الزمان الآن زمان صعب ، وأولادنا والله مساكين ،

يحتاجون أضعاف أضعاف ما كنا نأخذ في مثل أعمارهم ، مع فرق الفتن والمغريات التي بين جيلنا وجيلهم!

عودوا إلى بيوتكم ، واشبعوا حُبَّاً وضمَّاً وقُرباً من أولادكم.

إلعبوا معهم ، وقُصّوا عليهم قصصاً تُنمّي فيهم الفضائل ، واستمعوا كثيراً إليهم.

أتركوا من أجلهم هواتفكم ، وتفرغوا من أجل هؤلاء الأبرياء عن بعض مشاغلكم.

إقرأ أيضا: ﺃﺭﺿﻴﻚ ﻷﺧﺪﻋﻚ

أوقفوا الدنيا كلها من أجل فلذات أكبادكم ،
فدعاء أحد الصالحين أو الصالحات منهم لك بعد موتك من قلبه قائلا :

( ربِّ اغفر لي ولوالدي )
هي خير لك من كل الدنيا التي شغلتك عنهم.

اللهم إنّي أسألك بأسمائك الحسنى يا حي يا قيوم ، أن تبارك لي في أبنائي وذرّيتي ، ولا تضرّهم وأن توفّقهم لطاعتك ،

وأن ترزقني برّهم.

1 3 4 10 1 3 4 10

اللهم هب لأولاد المسلمين مثل ما سألتك لأولادي يا ذا الجلال والإكرام ،

اللهم اجعل القران العظيم ربيع قلوبهم ، وشفاءً لصدورهم ، ونورًا لأبصارهم ، اللهم فرّح بهم نبيك المختار ، وأهدهم لما تحبّه وترضى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?