إبليس رغم كفره لم يتجرأ على سب ربه
إبليس رغم كفره لم يتجرأ على سب ربه بل خاطبه بأدب وأقسم به : “فبعزتك”
أما بعض شباب اليوم فيسب الله في غضبه ومرحه لا يَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا.
كفار قريش عندما أخذوا من كل قبيلة رجلاً وذهبوا ليقتلوا النبي ،
ظلوا واقفين على باب بيته طول الليل بانتظار أن يخرج لصلاة الفجر.
رغم أنهم كانوا قادرين أن يقتحموا البيت من أول لحظة ويهدموه على رأس كل من فيه ،
أحدهم حاول أن يقترح الفكرة مجرد اقتراح.
رد عليه أبو جهل بكل عنف : ( وتقول العرب أنا تسورنا الحيطان وهتكنا ستر بنات محمد!؟)
كفار قريش كان عندهم الحد الأدنى من النخوة والرجولة ،
كانوا يعرفون إن البيت فيه نساء ، ولا يجوز أن نقتحمه ، لا يجوز أن نكشف سترهم ، أو ننتهك خصوصيتهم.
أبو جهل حينما غضب ، وضرب أسماء بنت أبي بكر (رضي الله عنهما )على وجهها طيشاً ، ظل يترجاها ويقول لها :
(خبئيها عني ، خبئيها عني) ، أي لا تخبري أحداً ، أي : لا تفضحيني ، ويقول الناس أني ضربت إمرأة.
أبو سفيان لما كان كافرا ، خرج مع قافلة من قريش في أرض الروم ، فاستدعاهم هرقل ملك الروم ليسألهم عن محمد.
سألهم : هل تتهمونه بالكذب ؟ هل يغدر ؟ وهل يقتل؟
أبو سفيان يقول ( فوالله ، لولا الحياء أن يأثروا علي الكذب لكذبته).
يعني رفض شتم النبي لأنه خاف إذا رجعوا مكة ، يقال إن أبا سفيان كذب خاف على سمعته وهو كافر.
العظمة هنا ليست موقف أبو جهل أو موقف أبو سفيان ، العظمة في المجتمع ،
المجتمع الجاهلي الكافر كان عنده أخلاق ، وعزة وإنسانية.
إقرأ أيضا: أرغمته والدته على أن يطلق زوجته لأنها عاقر
أما الآن فهناك سفك للدماء وهتك لحرمة البيوت على الملأ ، وتفاخر بقلة الشرف والدناءة في السلم والحرب.
الآن إذا اختلفنا مع مسلم وليس مع كافر ، نتراشق معه بالسب ، ونؤلف عنه القصص ،
وكلما جاءتنا قصة عمن اختلفنا معه صدقناها ،
ونشرناها عنه وبنينا عليها المواقف.
قال الله تعالى “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”*
الدين أخلاق وليس مظاهر ، وآيات تعلق في جدران البيوت بدون عمل.