إبنك أهم من التحصيل الدراسي
إبنك أهم من التحصيل الدراسي
لماذا الأهل حينما يكتشفون أن إمكانيات أطفالهم ضعيفة في التحصيل الدراسي يفكرون في إختيار أصعب المناهج التعليمية ومدارس اللغات لهم؟
يعني بما أنه ضعيف عن أقرانه أكسره؟ أزيده هموما؟ أزيده أعباء؟
أم أحتضنه وأعتني به ولو تأخر إلى 7 سنين في الكتابة وفي الإستيعاب.
تقول أحد الأمهات الناجحات أنا لدي 3 أطفال ، إثنين منهم مستواهم جيد جدا ، وواحد ممتاز.
الممتاز ممتاز لوحده ما شاء الله ، هبة من الله.
والجيد جدا أنا لا أحاول كسرهم ليكونوا ممتاز ، لأني وبعد إختبارات كثيرة ،
أدركت أن الجيد جدا هو مستواهم الطبيعي ، لذا أدعهم يستمتعون بالعيش فيه.
لا أقول دعوهم يرضون بالعيش فيه ويكسلون وإنما أدعوهم ليستمتعوا بالعيش فيه خاصة وأنا أحفزهم للمزيد.
ولأني أقدر مستواهم بلا توتر مني فهم كذلك يعيشون حياة الدراسة بلا توتر ، ويكون لتحفيزي وقعا كبيرا لديهم.
وبالفعل يصلون إلى الممتاز في بعض المواد ، لكن المواد التي لا يستطعون تحقيق الإمتياز فهي لا تأزمهم نفسيا ،
ولا تحطم ثقتهم بانفسهم ، وهذا هو المهم.
أما لو كنت غير راضية عن الجيد جدا ، وأحاول أن أصنع منهم عباقرة رغم ضعف إمكانياتهم ،
فسيخسرون الكثير وسأخسر أنا علاقتي معهم.
لقد تركت هذه الحروب التي تخوضها بعض الأمهات والتفت إلى تنمية مهارات أطفالي الأخرى ،
فليكونوا ممتازين من الناحية الإجتماعية ، من ناحية المواهب ، من أي ناحية أخرى ، وليستمتعوا بطفولتهم.
وبالمناسبة الطفلين الذين بمستوى الجيد جدا ناجحين جدا إجتماعيا ماشاء الله لا قوة إلا بالله ،
ودائما يمدحون لأدبهم وتميزهم في الحديث مع الكبار وفي إدارة المجموعات وفي إدارة وتنفيذ ما يسند إليهم من مهام ،
إقرأ أيضا: كان هناك رجل بسيط يرعى غنما لأحد الأغنياء
وفي فهم نفسيات من حولهم.
بينما طفلي الممتاز هو ضعيف من هذه الناحية ، يركن الى الكسل والراحة.
يحب التفكير والألعاب الذكية عن المشاركة في اللقاءات الإجتماعية والحوارات ومساعدة الآخرين.
لذا ، رسالتي لكل أم :
لا ترهقي طفلك في التعليم إذا إكتشفتي أن قدراته أقل من أقرانه وإخوانه.
التعليم جانب واحد من جوانب الحياة ، جربيه في الجوانب الأخرى فربما يفوق أقرانه فيها.
لا تتعسي حياته لأنك تريديه ممتاز.
دعيه يستمتع بطفولته في المستوى المتوسط ، ولا يحق لك أن تقلقي إلا إذا كان متخلفا تماما عن سنه ،
وحتى لو كان متخلفا لا سمح الله أصبري وتقبلي قضاء الله وتعاملي مع واقعك برفق.
ثم هل تضمنين أن عنفك الدراسي الذي تمارسيه ع طفلك لن يجعله يكرهك؟
بعد عشرين سنة ستكونين بحاجة لحنانه كما هو بحاجة لحنانك وعطفك الآن ، قدمي السبت لتلقي الأحد.
هو لا يفهم ولا يترجم شدتك عليه إلا كرها ، وكذلك ستكونين في الخمسين أو الستين من العمر ،
ولن تفهمي شدته حينها ولا عقلانيته إلا قسوة وعنفا.
تريدي ان تصنعي منه رجلا له مستقبل باهر؟
المستقبل ليس بيدك يا عزيزتي ، من الممكن أن يكون رجلا صاحب مهنة مرموقة بالفعل ،
لكنه شقي تعيس عاق لوالديه.
ومن الممكن أن تجعليه عبقريا فعلا لكن قبل أن تجني الثمرة يموت لأي سبب كان ، المستقبل ليس بيدك ،عليك بالدعاء.
الشهادة لا تجلب المال ولا السعادة ، وليس كل فاشل دراسيا وليس مع شهادة عليا هو فاشل في حياته الإجتماعية والمادية.
خذي الأمور بسهولة وأحسني تعاملك مع أطفالك ، ولا ترهقيهم ما لا يطيقون ،
علميهم ودربيهم لكن لا تأزميهم ، واستمتعي بطفولتهم واستمتعي بأمومتك وعطاءك.