إذا تحدث المرء في غير فنه أتى بالعجائب
فالإنسان عندما يتكلم في غير تخصصه سيتكلم غالبا بما لا يعلم ، وهنا ستسمع منه العجب العجاب.
وربما كانت هذه أحد صفاتنا هذه الأيام فكل واحد منا نصف طبيب، ونصف مهندس ، ونصف إقتصادي.
تعددت الأصناف والجهل واحد ، وفي هذا يقول الإمام إبن حزم :
« لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها ، وهم من غير أهلها ؛
فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يَعلَمون ، ويُفسدون ويقدرون أنهم يصلحون».
لو تَحدّّث الناس فيما يعرفونه فقط ، لساد الهُدوء أماكِن كثيرة.
فالمنطق يَرفض أن يتكلم الإنسان في غير تخصصه ولو كان المتجاوِزُ لغير تخصصه أبًا للعِلم الذي بُرِّز فيه ،
فكيف إذا كان مغمورًا في مجال تخصُّصه ، لم يعرف عنه أكثر من نسبته إليه؟!
الإسلام أوجب الحجاب على المسلمة دون أن يقيدها بشكل معين منه ،
وكيفيته وشكله وتقطيعه أمور ترجع إلى العرف والعادة ،
وإنما وضع الإسلام شروطا إذا توفرت في اللباس الذي تخرج به المرأة كان هو الحجاب الشرعي.
الشروط هي أن يكون اللباس ساترا للبدن كله من الرأس إلى القدمين ما عدا الوجه والكفين.
أن يكون اللباس غليظا غير رقيق شفاف يصف ما تحته من الجلد والزينة.
أن يكون واسعا فضفاضا غير ضيق ولا لاصق بالبدن يحدد معالم الجسد ويبرز أعضاءه.
و أن لا يكون زينة في نفسه ، وأن لا يكون لباس شهرة.
قال ابن تيمية : (إنما يفسد الدنيا أربعة أنصاف : نصف متكلم ، ونصف فقيه ، ونصف طبيب ، ونصف نحوي ).
فنصف المتكلم يفسد الأديان ، ونصف الفقيه يفسد البلدان ، ونصف الطبيب يفسد الأبدان ،
ونصف النحوي يفسد اللسان.
وأضيف إنما يفسدها أيضا وبكل إنصاف كل الأنصاف :
نصف محاسب ، ونصف محامي ، ونصف مهندس.
فنصف المحاسب يفسد الميزان ، ونصف المحامي يفسد الأمان ، ونصف المهندس يفسد البنيان.