إذا كنت تشعر أن العام الذي مضى كان شديدا عليك
إذا كنت تشعر أن العام الذي مضى كان شديدا عليك مليئا بالإبتلاءات والكوارث والأزمات والأمراض ،
فتذكر عام الحزن الذي عاشه النبي صل الله عليه وسلم.
عام واحد تجمع فيه الفقد والحزن والهم والعجز مرة واحدة على قلب سيد الخلق وحبيب الحق.
عام فقد فيه زوجته خديجة التي واسته بنفسها ومالها ووقفت معه ساعة الشدة.
وعام فقد فيه عمه أبو طالب الذي كان يحوطه ويدافع عنه ويَغضب له.
عام فقد فيه السند الداخلي والخارجي.
عام بكى فيه وشكى لله ضعف قوته وقلة حيلته.
وعام سار فيه وحيدا من مكة للطائف لعل رجلا واحداً يؤمن به.
عام لم ينظر فيه سوى لله.
لم ينتظر فيه الفرج إلا من الله.
ثم بعد كل هذا الصبر جاءته البشرى برحلة إلى السماء ، رحلة الإسراء والمعراج.
لقد كان الإسراء والمعراج مسحا لجراح الماضي ، وتثبيتاً لقلب النبي صل الله عليه وسلم.
وتطمينا على مستقبل الدعوة وتعويضا عن جفوة الأرض بحفاوة السماء ، وعن قسوة عالم الناس بتكريم الملأ الأعلى.
فلذلك علينا أن نتعلم مما يجري الآن ، أن للمحن والمصائب حكما جليلة ، منها :
أنها تسوق أصحابها إلى باب الله تعالى
وتلبسهم رداء العبودية ،
وتُلجئهم إلى طلب العون من الله.
تعلمنا أنه مادام الله هو الآمر فلا شك أنه هو الضامن والحافظ والناصر ،
تعلمنا أن اليسر مع العسر ، وأن النصر مع الصبر
وأن الفرج مع الكرب.
وتعلمنا أن نؤمن بأن هناك جزاء ، بعد الصبر على البلاء.