إذا مات الطفل فإنه لا يدعى له بالمغفرة

إذا مات الطفل فإنه لا يدعى له بالمغفرة ، وذلك لأنه لم يكتب عليه ذنب ، والمغفرة هي ستر الذنب وعدم المؤاخذة عليه.⁦

وأما الرحمة ، فلا حرج من الدعاء له به ، إذ رحمة الله تعالى يحتاجها كل مخلوق ، صغيراً كان أم كبيرا.

وقد جاءت السنة بالدعاء لوالدي الطفل⁦.

قال ابن قدامة رحمه الله : وإن كان الميت طفلا ، جعل مكان الاستغفار له قول :

” اللهم اجعله فرطا لوالديه ، وذخراً وسلفاً وأجرا ، اللهم ثقل به موازينهما ، وأعظم به أجورهما.

الّلهم اجعله في كفالة إبراهيم وألحقه بصالح سلف المؤمنين ، وأجره برحمتك من عذاب الجحيم ،

وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله ، ونحو ذلك ،

وبأي شيء دعا مما ذكرنا أو نحوه أجزأه وليس فيه شيء مؤقت.
” انتهى من المغني(2/182) .

وقال البهوتي رحمه الله : وإنما لم يسن الاستغفار له ؛ لأنه شافع غير مشفوع فيه ولا جرى عليه قلم ،

فالعدول إلى الدعاء لوالديه أولى من الدعاء له ،

وما ذكر من الدعاء لائق بالمحل ، مناسب لما هو فيه ، فشرع فيه كالاستغفار للبالغ.
” انتهى من “كشاف القناع” (2/115) .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” اللهم اجعله فرطاً لوالديه ، وذخراً وسلفاً وأجرا ،

اللهم ثقل به موازينهما ، وأعظم به أجورهما ، الّلهم اجعله في كفالة إبراهيم وألحقه بصالح سلف المؤمنين ،

وأجره برحمتك من عذاب الجحيم ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله ، ونحو ذلك ،

وبأي شيء دعا مما ذكرنا أو نحوه أجزأه وليس فيه شيء مؤقت ” انتهى من المغني(2/182) .

هكذا قال الفقهاء وهو دعاء طيب ، وإن كان بعضه لم يكن مأثورا ، لكنه دعاء طيب.

انتهى من ” لقاء الباب المفتوح ” ( لقاء رقم 149 ).

إقرأ أيضا: الصحابي الذي حمى الله جسده من المشركين بالنحل والمطر

Exit mobile version