Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
إسلام

إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا

إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا

الصاحب أبو بكر رضي الله عنه! لم توجد ولن توجد صحبة وثقها الله تعالى كتلك الصحبة!

وأين؟ في ذلك المكان الضيِّقِ الضيق الذي يحوي إثنين سيكونانِ سبب إتساعِ الحياة سَعَةَ الكون كله !

ومتى زَمَنَاً ؟ في ذلك الزمن الشديد الصعب عندما تَسقطُ الأقنعة ويقول الصاحب لصاحبِه : إلى أين أخذتَنا وورطتنا؟!

إذ الصحبةُ والطريقُ مَخُوفةٌ غير الصحبة والطريق أمان! ومتى كيفا؟! عندما حَزِنَ ( حَزِنَ ولم يَخَف! )

التابع من أجل صاحبِه أصل المنهج ، ورسول البشرية على فوات فُرصةِ تحويل الأرضِ إلى مكان جميل! والحياة إلى صِيغةٍ راقية!

وإذ ذلك كذلك فقد جاء التطمِينُ : ” إنَّ اللهَ معنا ” ولقد بقيتُ يقلبها عَقلي ، ويتذوَّقُها قلبي ساعةً من الزمن ،

حتى قفز إلى ذهني مَشهدُ موسى عليه السلام وبني إسرائيل إذ حُوصِروا بينَ فِرعونَ وبين البحرِ إذ قالوا تشاؤُماً بموسى عليه السلام :

إنَّـا لَمُدْرَكُون.

فأجابهم موسى عليه السلام : ” كلَّا ؛ إنَّ معيَ ربِّي سيهدين “! ( معي ) وليس ( معنا )!

فشتَّان شتَّان بين صحبةٍ وصحبة! صحبتُهم مُجردُ رِفقةِ طريق ، وصحبتُهما صُحبةُ إمتزاجٍ !

( معنا ) لأنك يا أبا بكر تَستحقُّها ، ( معنا ) لأنَّ حاجةَ الدينِ والمشروعِ لكَ كحاجتِهِ إلي!

ولا أظنَّ أنَّ إختيارَ القدرِ لأبي بكر لِصُحبةِ صاحبِهِ صل اللهُ عليهِ وسلَّم في الهجرة إلا ليكون مَشمُولاً بالرعاية الربانيةِ كصاحبِهِ صل الله عليه وسلم!

فالمُحافظة عليه ضرورة للحياة وللبشرية . وكأنَّ النبي صل الله عليه وسلم يقول له :

إنَّ اللهَ معنا يا صاحبي ؛ فإن كنتُ أنا رسُولُها فأنتَ صِدِّيقُها ، وإن كنتُ المؤسسَ فأنتَ المُثبِّت ،

وإن كنتُ قائد بدرٍ ؛ الحربِ الأُولى بين الحقِّ والباطل الكافر ، فأنتَ قائد الحربِ الأُولى بين الحقِّ والباطل المرتد.

إقرأ أيضا: سيد الشهداء هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي

( إن الله معنا ) : لأنك الإمتدادُ الطبيعي للدعوة بعد موتي ، فأنت القادر على تحمل تقلبات المُجتمعِ الطبيعيةِ بعدَ موتِ المُؤسِّسِ ،

أنت القادر على تَناقضُ الحالة البشرية عندما يجتمع فيها حب الصاحبِ إلى درجة الإمتزاج ، مع مقام الثبات كالأوتاد ،

والرسوخ كالجبال ، الذي لا يتزعزع ولا يتغير حاله مع تغيز الأحوال ، وتقلب المشاهد :

إن في العاشقينَ مِنَّا رِجالا هم رجال شَكْلاً ومَعنىً جِبالُ

صَارَعتْهُم أحوالهم فاستقروا بثبات وزالت الأحوال

فسلام على رسول الله ، وسلام على صاحبه أبي بكر وسلم تسليماً كثيرا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?