Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

إرتدت فستانا أزرقا تتخلله زهور بيضاء

إرتدت فستانا أزرقا تتخلله زهور بيضاء وضعت قرط وقلادة على شكل نجمة صغيرة وحول معصمها سوارا فضيا سرحت شعرها وشدته بشريط رمادي.

رشت شيئا من عطرها الذي أضفا لمسة خاصة ، أحمر شفاه خفيف وبعض الكحل وطلاء أظافر.

نظرت لنفسها في المرآة وابتسمت حتى برزت غمازتيها ففاضت أنوثة ورقة.

يجب أن أبدو طبيعية ، وذات مسؤولية ، ولبقة ، وطبعا جميلة.

هذا ما قالته لنفسها وهي تنظر لشكلها وتضبط ثيابها.

طُرق الباب ، ودخلت إمرأة بتنورة قصيرة سوداء وكنزة قطنية حمراء داكنة ،

تصدر صوتا بنعلها ذي الكعب العالي ، تحمل حقيبة جلدية من مظهرها تبدو باهظة.

كانت السيدة برفقة إبنها ، بشعره الأشقر وثيابه الأنيقة وحذاء كلاسيكي بني.

جلست السيدة مقابل الفتاة ، ترمق المنزل بنظرات إستطلاعية ، قُدم لهما مشروب بارد مع قطع حلوى وفواكه.

استطردت السيدة بنبرة جادة وهي تحرك نظارتها.

كما تعلمين نحن هنا لنتفق على كل شيء ، اليوم يجب أن نضع النقاط على الحروف ،

فأنا لا أقبل أن تكون المسؤولة عن إبني فتاة غير مسؤولة ، لهذا إسمحي لي بطرح بعض الأسئلة.

نظر الفتى لوالدته برضا تام ، وترك لها حرية التحكم في الدفة.

لا يهمني جمالك ولا أناقتك ، نحن عائلة تهتم باللب إذا ما هو مستواك الدراسي ؟

بنبرة واثقة وعيون شاخصة ردت الفتاة بكل سلاسة.

حائزة على شهادة الماستر في اللغة الإنجليزية وللأسف لم أجد عملا بعد ،

لكن أعتقد أن هذا لا يهم ، ما دُمت سأتفق معه و رمقت الفتى بابتسامة ساحرة.

حركت السيدة نظاراتها مجددا وغمغمت بكلمات غير مفهومة ثم إستأنفت “اذا ، هذا هو منزلكم! يبدو جميلا ، هل لي بنظرة ؟

إقرأ أيضا: براءة طفلين

وكما كان الحال ، حصل ذلك صالة كبيرة ، وغرف واسعة ، مطبخ عصري وآمن ،

شرفة واسعة غُرست بها أزهار توليب في أصص متفرقة ، كانت السيدة تنتقد كل شيء من نظافة وحسن تدبير وتنسيق للأثاث.

جلسوا على الأريكة مجددا ، وعلامات الرضا بادية على وجه السيدة ،

تارة تنظر لابنها وتبتسم وتارة ترمي بصرها للمنزل وتتفقد كل زاوية فيه حرصا على أنها تختار الفتاة الأمثل لابنها.

في لحظة جس النبض ، سألت الفتاة “لم تسمح لي الفرصة بالتعرف عليه جيدا ، حدثتني عنه في الهاتف ،أريد معرفة المزيد.

كانت البسمة لا تفارق شفتيها
فردت السيدة بفخر : إبني ليس كسائر أبناء عمره ؛

ذكي متزن ، خلوق ، له من الأدب والتربية ما ليس لغيره منه ، هادئ الطبع وذو حس مسؤولية ،

مثقف وواعي ، ويهتم بالقراءة والمطالعة.

وكما تعلمين هو إبني الوحيد ، لهذا أُشرفُ على كل أموره بنفسي.

تبادلت المرأتان النظرات بشكل عفوي.

هذا يسرني حقا! يسعدني أن أكون برفقة شخص بهكذا مواصفات ، إنه لمن النادر أن نجد من يهتم بالأدب في وقتنا هذا.

صمتت برهة ثم قالت إذا سيدتي ، هل نحن متفقتان ؟”

أجابت السيدة باطمئنان “أعتقد ذلك ، الأمور الأخرى ناقشناها من قبل عبر الهاتف.

تنهدت الفتاة ونفست الصعداء ، وأخفت شدة فرحتها ، نظرت للفتى بنظرات سعادة غامرة
حسنا بني.

هذه هي سمر ، مربية الأطفال التي حدثتك عنها ، ستبقى معها من الصباح للمساء ، لخمسة أيام بالأسبوع ،

وعند عودتك من المدرسة أيضا ، وسآتي أنا لأصطحبك مساءً ، هي فتاة جيدة ، ستسعد برفقتها.

إبتسم سامي ذو 10 سنوات إبتسامة عريضة وغادر مع والدته ، أما سمر فقد إنفجرت مهللة.

فبعد تحصلها على شهادة معتمدة في تربية الأطفال من مدرسة خاصة ، أتت أول فرصة عمل مثالية لا تعوض.

أما أنت عزيزي القارئ من الأفضل أن لا تتوقع حفل زفاف مع كعكة كبيرة في نهاية كل نص تقرأه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?