إشتقت لها لكن كبريائي يمنعني من محادثتها ، فهي لم تعد لي ، أشتاق لصوتها وضحكتها ، أشتاق لهدوئها ،
وأشتاق لها جدا كل ليلة ، وفي كل لحظة ، لن أنسى ذلك اليوم وذلك الشعور ، لن يفارق ذهني تلك الخيبة وسوء الحظ.
حين كلمتني ، وأنا أسمعها تبكي ، بكاؤها يمزق أطراف قلبي ، يمزقني ويضعفني ، حينها سألتها لما كل هذا البكاء.
قالت لي أنه قد تمت خطبتها ، شعرت أني لم أعد أقوى على الحراك ، حتى إن تنفسي قد إنقطع ، كيف حصل هذا ،
صمت برهة ، ثم قالت لما أنت ساكت ، لما لم تعترض على ما قلته ، أتذكر أنها قد إتهمتني بعدم المبالاة لخطبتها ، وأني لا أهتم لأمرها ،
لكن كيف لي أن أشرح مدى حزني ، وأنا قد فقدتك ، كيف لي أن أظهر ضعفي أمامك ، فأنا أعلم أنك لا تتحملين رأيتي ضعيفا وعاجزا أمامك.
لا أريد أن أكون ضعيفا أمامك فتتهمين نفسك بأنك السبب في كل شيء ، لا أريد هذا يا صغيرتي ،
ليتني أستطيع قول كل هذا ، لكن لا بأس.
أغلقت الهاتف دون تردد فأنا لم أستطع تحمل الخبر ، هل أهرب بها ، وتسود صمعة والدها ، وتفقد ثقة والدتها بها ،
لا فهذا من سابع المستحيلات ، ولن أجرأ أبدا على فعل شيء مشين كهذا ، بعد أن سألت أحد أقرباء عائلتها ،
علمت أن والدها قد أجبرها على خطبة إبن أخيه ، لم يرد كسره فأعطاه إبنته ،
إقرأ أيضا: عدو النساء الغامض
بعد أن ألححت له عدة مرات وتقدمت لخطبتها لكني دائما أتلقى الرفض بحجة أنها ما زالت تدرس ،
لكنه سرعان ما وافق عليه ،
يا لهذا الخبث ، حينها قررت أن أبتعد عنها ، بعد صراع بين قلبي وعقلي ، قررت تركها والرحيل بعيدا ،
قررت التخلي عنها، فهي لم ولن تكون لي ،
لم أرد أن أكون سببا في خيانة زوجها ، أدرك تماما أنها لن تنساني وأنها ستتذكرني حتما.
يوما ما ولو مرة ، فحبها فاق توقعاتي ، رحلت وانقطعت أخبارها عني ، ولم أعد أريد الحديث معها ،
فلابد أنها سعيدة مع زوجها ، ولا أريد أن تشتاق لي ، في الحقيقة يجب أن تشتاق لزوجها ، لا أريد أن أكون بلا كرامة ،
وأفقد زوجها ثقته بها ، فتصبح في مشاكل أكبر منها ، لكني تركتها لله، وأعلم أن الخيرة فيما اختاره الله.