إلتحق السيدان عمار وسامر معا بأحد الشركات وذلك بعد تخرجهما من الجامعة بأشهر قليلة.
وبعد مرور عدة سنوات في العمل قام مديرهما بترقية عمار ليصبح مديرا للمبيعات وظل سامر كما هو بدون ترقية.
وبعد فترة نما لدى سامر شعور بالغيرة والسخط بسبب عدم الترقية كزميله ، إلا أنه ظل في عمله.
وفي أحد الأيام شعر أنه لم يعد يستطيع الإستمرار أكثر من ذلك.
فقام سامر بكتابة إستقالته وقبل تقديمها للمدير علل ذلك بأن الإدارة لا تقوم بالتقدير الأمثل لموظفيها الجادين في العمل وتحابي البعض على حساب الآخرين.
وكان المدير على علم بأن عمار موظف مجتهد جدا وكان يعمل بجد خلال السنوات الماضية التي قضاها بالشركة ،
حتى أنه كان مجدا أكثر من سامر وهذا الذي جعله مستحقا للترقية.
وفكر المدير أن يساعد سامر لإدراك تلك الحقيقة فقام بتكليفه بمهمة فأمره أن يبحث عن أي شخص يبيع البطيخ في المدينة ؟
عاد سامر بعد فترة قائلا لمديره : يوجد شخص يبيع البطيخ في المدينة.
فسأله المدير : كم سعر الكيلو غرام الواحد؟
فعاد سامر مرة أخرى للإستفسار عن سعر الكيلو غرام ، وعاد ليخبر المدير بأن سعر الكيلو 13.5.
أخبر المدير سامر بأنه سيكلف عمار بنفس المهمة ثم طلب منه معرفة ما سيفعله عمار!
وعند عودة عمار من نفس المهمة أبلغ المدير بالتالي : سيدي هناك شخص واحد فقط يبيع البطيخ في المدينة ،
تكلفة الحبة الواحدة من البطيخ 49 والنصف حبة 32.5 وثمن الكيلو غرام 13.5 كما أن لديه مخزون يقدر بثلاثة وتسعون حبة ،
تزن كل واحدة منها حوالي سبع كيلوغرامات.
إقرأ أيضا: الفن في جبر الخواطر
كما أن لديه مزرعة تمكنه من أن يورد لنا من خلالها بطيخ للأربع أشهر القادمة بمعدل 102 بطيخة يوميا سعر الحبة 37 شاملا التوصيل.
وقد قمت بمعاينة البطيخ فوجدته بحالة جيدة ولونه أحمر من الداخل كما أن مذاقه أفضل من الذي قمنا ببيعه في العام الماضي ،
كما أن التاجر لديه ماكينة تقطيع البطيخ لشرائح وعلى إستعداد لعمل ذلك دون مقابل.
وهذا العرض ساري حتى العاشرة من صباح يوم غد ،
ونحن متأكدون من أننا سنحقق أرباح أكثر من العام المنصرم بحوالي 223000 إذا قمنا بإتمام هذه الصفقة ،
كما أن المبيعات الإجمالية ستزداد بنسبة 3.78% من إجمالي المبيعات المستهدفة على الأقل.
ولقد قمت بوضع هذه المعلومات أمام سيادتكم في هذا التقرير.
الرجاء التوجيه إن كانت هناك حاجة لهذه الصفقة حتى أرسل كافة الأوراق المطلوبة لسيادتكم في غضون 15 دقيقة.
دهش سامر تماما وأدرك الفرق الكبير بينه وبين عمار فقرر عدم الإستقالة كما قرر أيضا محاولة الإستفادة من خبرات عمار.
الخلاصة :
مع بداية كل عام آمل أن تساعدكم هذه القصة في أن تضعوا نصب أعينكم بذل المزيد والمزيد من الجهد.
فأنت لن تكافأ أبدا عن أدائك لعملك المكلف به ولكن ستكافأ على الجهد والإبداع والإحسان الزائد.
فلكي تنجح في الحياة يجب أن تكون يقظا ونشيطا جدا وأن تكون على إستعداد لبذل المزيد والمزيد من الجهد ،
وأن تفكر برؤية ومنظور أوسع من مجرد أداؤك لواجباتك المفروضة عليك وفقط.
وفي النهاية أرجو أن يكون لدى كلا منا الأداء والمنظور الأفضل في كافة أعمالنا هذا العام.
