إلى المنكسرة قلوبهم
إلى المنكسرة قلوبهم
تقول الأسطورة : إن العقرب جلس طويلا على ضفة النهر ، ينتظر من يقله إلى الضفة الأخرى ،
وقد طال انتظاره دون جدوى ، إذ رفض الجميع نقله لأنهم كانوا يعرفون أنه يلسع.
وعندما مر الضفدع من أمامه ، قال في نفسه : لا ضير أن أحاول مع هذا الضفدع ،
فقال له على الفور : أيها الضفدع الطيب ،
هلا تحملني على ظهرك حتى أبلغ الضفة الأخرى.
فقال له الضفدع : أمجنون أنا حتى أحملك على ظهري فتلسعني؟!
فقال له العقرب : كيف ألسعك وأنا على ظهرك في وسط النهر ، فإن مت أنت غرقت أنا!
اقتنع الضفدع بكلام العقرب ، ودنا منه ليحمله على ظهره ، ولما صارا في منتصف النهر ، غرز العقرب إبرته في جسد الضفدع ،
وأعمل سمه فيه!
فقال له الضفدع وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ،
لم قتلتني وأنت تعلم أنك ستموت معي؟
فقال له: الغدر طبعي ، والطبع غالب!
عليك أن تعرف أن الغادر حين يغدر ، فإنه يفعل هذا لأن هذا طبع فيه ، فأسوأ ما يحاول الغادرون فعله ،
هو إقناع المغدورين أنهم السبب ، وأن غدرهم لم يكن إلا ردة فعل.
بينما في الحقيقة أنه لا شيء يبرر الغدر ، حتى الجرح لا يبرره ،
إن النبيل إذا جرح ، ولملم جرحه ومضى ، إذ أنه يرى أنه لو خسر شخصا ، فهذا ليس مبررا أن يخسر احترامه لنفسه!
إن الحوادث لا تغير في الطباع ، وإنما تكشفها فقط!
إقرأ أيضا: عزيزي صاحب الظل الطويل
إنها تسقط الأقنعة ، فتظهر الوجوه الحقيقية ،
لن يأتي إليك أحد معرفا عن نفسه قائلا : مرحبا ، أنا حقير وغادر!
ستأمن أولا ، وتكشف عن مكامن الضعف فيك ،
ثم ستتلقى الضربة!
فإياك أن تلوم نفسك ، وتبحث عن السبب فيك ،
أنت إنسان طبيعي جدا وإن غُدرت
أمنت لأن الذي يحب يأمن ، ووثقت لأن العلاقات بلا ثقة جحيم.
وكشفت عن مكامن الضعف فيك
لأن المحب يخلع عنه كل دفاعاته!
ليس عليك أن تشعر بالعار لأنك الضحية ،
العار هو للجلاد فقط!
والطيبة وإن كانت نتائجها وخيمة ، فليست خطأ!
الخطأ هو خطأ القساة فقط! وليس عليك أن تشعر بالخزي لأنك فتحت الباب ، الخزي هو للذي طرق الباب بنية العبث.