إلى كل من يكتب إسمه بالإنجليزية
إلى كل من يكتب إسمه بالإنجليزية
اللغة العربية هي أشرف اللغات ، وهي شعار الإسلام ، ولهذا إختصها الله تعالى وأنزل بها أفضل كتبه ، وهو القرآن الكريم ،
وجعلها لغة خاتم الرسل وأفضلهم ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
فينبغي للمسلم أن يعتز بتلك اللغة ويحرص عليها ، ولا يتكلم بغيرها إلا لحاجة.
وقد ورد عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أنهم نهوا عن الكلام بغير العربية.
روى إبن أبي شيبة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال :
( لا تعلموا رطانة الأعاجم ، ولا تدخلوا عليهم كنائسهم ، فإن السخط ينزل عليهم ).
والرطانة هي التكلم بالأعجمية . مختار الصحاح مادة (رطن) (ص246).
وروى إبن أبي شيبة أيضا عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه سمع قوما يتكلمون بالفارسية ،
فقال : ما بال الفارسية بعد الحنيفية!
وكان بعض الناس يسمون التاجر بالسمسار وهي كلمة أعجمية ، فكره ذلك الإمام الشافعي رحمه الله ، وقال :
سمى الله الطالبين من فضله في الشراء والبيع تجارا ، ولم تزل العرب تسميهم التجار ،
ثم سماهم رسول الله صل الله عليه وسلم بما سمى الله به من التجارة بلسان العرب ،
والسماسرة إسم من أسماء العجم ، فلا نحب أن يسمى رجل يعرف العربية تاجرا إلا تاجرا ، ولا ينطق بالعربية ،
فيسمى شيئا بأعجمية ، وذلك أن اللسان الذي إختاره الله عز وجل لسان العرب ، فأنزل به كتابه العزيز ،
وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد صل الله عليه وسلم ، ولهذا نقول :
ينبغي لكل أحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها ، لأنها اللسان الأولى بأن يكون مرغوبا فيه ،
من غير أن يحرم على أحد أن ينطق بالعجمية إنتهى نقلا من إقتضاء الصراط المستقيم (1/521).
فقد كره الإمام الشافعي رحمه الله لمن يعرف العربية أن يخلط كلامه العربي بكلام أعجمي.
فإن وجدت حاجة للكلام الأعجمي ، كما لو كان المخاطب لا يفهم العربية ، فلا حرج من الكلام الأعجمي حينئذ.
ونقل عن بعض السلف أنهم كانوا يتكلمون في ثنايا كلامهم بكلمات أعجمية.
قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله :
وفي الجملة : فالكلمة بعد الكلمة من العجمية أمرها قريب ، وأكثر ما يفعلون ذلك لإفهام المخاطب ،
إقرأ أيضا: الإيمان في القلب
إما لكونه أعجميا ، أو قد اعتاد العجمية ، كما قال النبي صل الله عليه وسلم لأم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص وقد كساها ثوبا :
( يا أم خالد ، هذا سنا ) رواه البخاري (5845) .
والسنا بلغة الحبشة : الحسن ، وإنما خاطبها النبي صل الله عليه وسلم بهذا لأنها كانت صغيرة ،
وقد ولدت بأرض الحبشة لما هاجر أبوها.
وأما إعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر ، أي :
البلد ، وأهله ، أو لأهل الدار ، أو للرجل مع صاحبه ، فلا ريب أن هذا مكروه ، فإنه من التشبه بالأعاجم
” إنتهى باختصار وتصرف من “إقتضاء الصراط المستقيم” (1/525 – 526) .
وقد سئل الشيخ إبن عثيمين رحمه الله : يدخل البعض في طيات كلامه العربي كلمات أجنبية عندما تتحدث معه ،
وربما كانت هذه الكلمات لا حاجة لها ، فما تعليقكم على هذا الأمر؟
فأجاب : تعليقي : أن المسلم ينبغي له أن لا يتكلم بغير العربية ، إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك ،
لكون الشيء معروفا باسمه غير العربي ، أو كون المخاطب لا يفهم من العربية إلا قليلا ، فإن هذا لا بأس به.
أما إذا كان الإنسان عربيا وهذا الشيء الذي تحدث عنه له إسم في اللغة العربية فلا ينبغي له أن يأتي بشيء آخر من اللغات الأخرى ؛
لأن أفضل اللغات وأتمها وأحسنها هي اللغة العربية ، ولهذا نزل القرآن باللغة العربية ،
وهو أفضل الكتب التي أنزلها الله تعالى على رسله ، وكان أيضا لسان آخر الأنبياء وخاتمهم محمد صل الله عليه وسلم اللسان العربي ،
وهو دليل واضح على فضيلة اللغة العربية.